الموضوع " ليست خاطره بقدر ماهي حديث نفس "
المحتوى " خاطره اضاعت دربها بسبب تشعب الدروب المتشابهه "
***
اشتاق احيان لشخص خيالي رسمته في ذهني
اشرفت على رسمه بملامح تعجبني
اضفيت عليه صفات احبها .. واعطيته اطباع تروقني في من اريده
تعبت كثيراً في تنقيح شخصيته
كل يوم اجعله يتقمص شخصيه تعجبني
وفي كل يوم ازداد حيره في اي شخصيه اريدها له
فكلها تناسبني ولكن المشكله في غروري الذي لايرضى الا المستحيل
فلما استقريت على شخصيه خرجتُ سائراً احمل حلمي باحث عنه
اراه في الشوارع وفي كل مكان ,, ولكنه سرعان مايختفي اذا فكرتُ بالاقتراب
***
ألتفت الى يميني .. فأراه بوسط حقل يتمايل مع تمايل الغصون
اقترب منه فيبتعد
اعلم انه سراب ولكني محتاج جداً إليه
احتاج لدفئه في زمن بردت به المشاعر وتجمدت الاحاسيس فيه
فأنا احبه حب لايعرف فتور
ليبتعد مره او مرتين او امرار .. فإني تابعه حتى لا افقد بصيص الامل
اريده مهما كلفني من جهد وتعب
***
إلتفتُ يساري فوجدته يلهو مع الاطفال في المراجيح الطائره ..
ركضت مسرعاً إليه .. ارت ان اباغته
ولكنه هرب !
صرخت في المدى وقلت :
ان اردتني طفلاً فلك ذلك
انا الطفل الشقي الذي يلهو مع برائته في كل وقتٍ وحين
اقبلني طفل يداعب ألعابه .. ولأجلها يغصب اصحابه
ولا يحسب حساب لألفاظه
مادامت متعته في هذه
الالعاب
أتريدني أبكي فهذا بكائي
او اضحك .. فهذه قهقهاتي
انا كل ماتريده ان يكون
انا الفيلسوف .. كلماتي المنطق التي تحير العقول الجامده
واحرفي ذهباً يزدان بها الفلاسفه ويعلقوها على صدر العقول
انا الذكي الذي طرق ابواب غير معروفه
انا المثقف الذي غاص في محيطات الثقافه
انا الحكيم الذي ينطق درر
أوليست الحكمه من افواه أمثالي
الذي يركض خلفك
وانت سراب !؟
اختارني كما تريد ان اكون
فسأكون
فقط توقف .. فإني من طول المسير تعبت
تعبتُ من طول السراب
***
نظرتُ الى الاسفل فرأيت صورته على دموعي السائله
في ارض السراب
مددت يدي الى دموعي فتلاشت صورته
نظرتُ مسرعاً الى الوراء .. هناك حيثُ مجرى الدموع وشلالات بكائي
ركضتُ فرأيت وجهه يتساقط مع شلال الدموع
كأنه يضحك على همومي .. ويلعب على جراحاتي
او هكذا خيّل لي .. فأنا في ارض الخيال
***
صحيتُ من حلمي
فوجدت ملابسي عليها غبار .. وقليل من قطرات دمعي
فقلت هل انا كنتُ احلم
ام أنني في عالم خيالي !؟
او انني ضحية سراب يغريني
ولا اجد سوى مايصدمني
***
في الاخير اكتشفتُ ان الذي رسمته في ذهني يملك شخصيةً حقيقيه
وانا الخيال الذي يعيش في عالمه
وحدي انا الخيال
فأيقنتُ ان الخيال لا يصنعُ واقعاً
وايقنتُ اني لست سوى حالم يعوض نقص في واقعه
ببناء قصور من خيال
بأحلامه الورديه