عرض مشاركة واحدة
قديم 21-07-14, 04:54 PM   رقم المشاركة : 1
MuBaRak
العضوية الفخرية
الملف الشخصي






 
الحالة
MuBaRak غير متواجد حالياً

 


 

awt20 «عُِزَب» التعليم العالي!


شافي الوسعان

أرجو من الإخوة المسؤولين في وزارة التعليم العالي أن يعرفوا أن أبناء محافظة حفر الباطن لا ذنب لهم في أن يصدرَ أمرٌ ملكيٌّ كريمٌ بإنشاء جامعة لهم، وأنَّ فرحتَهم بهذا القرار قد حدثت بشكلٍ عفويٍ تلقائيٍّ لا علاقة له بالتعبير عن استيائهم من وزارة التعليم العالي، كما أنَّ القرارَ حين يأتي من الأبِ إلى أبنائه دون المرور بوزارتهم لا يُمثِّل أدنى إساءة لهم، لذا ليس من المبررِ لهم هذا الانتقامُ من أبناءِ المحافظة برفض بعض الجامعات لهم أو تقديم غيرهم عليهم بدعوى أن لديهم جامعة!، مع علمِهم أن الجامعةَ ما زالت في طور التكوين، وحتى لو افترضنا أن الجامعة جاهزةٌ لقبولهم فمن حق الطالب أن يتقدمَ إلى الجامعة التي يريد، والشيء الوحيد الذي يحدد قبولَه من عدمه هو معايير القبول المعروفة، بغض النظر عن منطقته وقبيلته ومذهبه أو لون دمه.
لا أدري لِمَ يسلبون الفرحةَ من شفاه الناس؟، وكل القرارات التي تأتي تحقيقاً لرغبات المواطنين تُواجَهُ من قبلهم بما يشبه اللامبالاة والتحدي، فيعملون على تفريغها من المضمون، إلى درجةِ أنَّ بعض الناس قد أُصيبوا بالإحباطِ فوَدُّوا أنْ لو لم يكن هناك قرارٌ ولا جامعةٌ ولا مدرسةٌ ولا حتى تعليم!، ما دامت الأحلامُ تُنحَرُ على رصيفِ وزارة التعليم العالي، وما دام بعض الناس يتعاملون مع أبناء الوطن على أساس أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، فلو أنَّ هذا التمييز – الذي هو أوضح من أن يُنكَر- حدث للمرة الأولى لقلنا (خطأ) وغفرناه، أما أن يتكررَ ويُصَرُ عليه بلا تبريرٍ أو حتى اعتذار، فهذا يعني أن المسؤول لم يَعُد يفرق بين الجامعة و(العِزبة)، ولم يدرك بعد أن الوزارة خادمةٌ للشعب، والمسؤول أجيره، إضافةً إلى أن الوزارة تتصرفُ كما لو أنَّ التعليم العالي ليس متاحاً للجميع، أو أنها مغيبةٌ عمَّا تمارسه بعضُ الجامعات من ظلمٍ وتعسفٍ بحق أبناء المحافظة!، فهل من المعقولِ أنها لا تدري رغم أنَّ الطلبةَ قد أشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي تَظَلماً ومطالبات، حتى أنَّ بعضاً من المحسوبين على (دولة) البغدادي وأشباههم وجدوا في ذلك فرصةً للاصطيادِ والتحريضِ والشماتة، وتحدثوا إلى المحبطين بلهجةِ الإخلاص!، في حين بقيت وزارةُ التعليم العالي تراقبُ ذلك عن بعد، تختلس النظرَ ولا تتقدم للمواجهة، أقول ذلك على افتراض أنها في أحسن الأحوال تتابع ما يُقالُ وما يُكتَبُ من غير أن تَرُد، أما إذا كانت لا تدري أنَّ هناك كلاماً يُقَال وأحداثاً تُكتَب، فليس لنا إلا أن ندعو اللهَ أن يأجرَنا في مصيبتنا!.
المشكلة أنَّ وزارة التعليم العالي لم تكتفِ بتجاهل أصوات أبناء المحافظة التي ذهبت كصرخة في واد أو نفخة في رماد، ولم يكفها أن قدمت غيرَهم عليهم – في وقت سابق – وبطريقة هي أقرب ما تكونُ إلى الفرزِ المناطقي والتمييزِ العنصري، كما أنها لم تكتفِ بالصمت إزاء ما يُكتَبُ عنها في وسائل الإعلام، ضاربةً بكل الأنظمة والتعليمات الواردة بهذا الخصوص عرضَ الحائط، بل أضافت إلى ذلك كله أن رفضت قبولَ أبناء المحافظة في كثير من الجامعات!، حتى فَهِمَ الناسُ ذلك على أنه تأديبٌ لهم جرَّاء مطالبتهم بإنشاء جامعة!، وقالوا في ذلك ما لو عَلِمَه أصحابُ القرار لَمَا أبقَوا على مسؤولٍ واحدٍ في وزارةِ التعليم ِالعالي، وعلى رأسهم معالي الوزير.
المؤسف أن كل ما في هذا البلد يسير إلى الأمام بخطا متفاوتة ما عدا وزارة التعليم العالي فإنها تسير إلى الخلف، ولا أدري كم نحتاج من الأحبار ليعرفَ غيرُنا حجم المشكلة، وأنَّ هذه الوزارة وصلت إلى مرحلة استعصى معها العلاج، ولم يبقَ إلا البتر، فليس لها من حل سوى التحديث في إدارتها، بعد أن مللنا التلميح والدوران حول أنفسنا، بينما هي سادرة في غَيِّها تبعث برسائل سلبية عن الحكومة والأنظمة، فليس من المعقول أنَّ المواطن في أبسط ما يواجهه من مشكلات، سيحتاج إلى أن يذهب مسرعاً الخطا لاهثاً الأنفاس ليشكوها، فهل هناك وزارةٌ في هذا العصر لا تعرفُ أن الرد على تساؤلات الناس وأسئلة الصحافة هو من أساسياتِ عملها، و أنًّ العدلَ أساسٌ في تعزيزِ مفهوم المواطنة وقيم الولاء والانتماء؟!، ثم بالله عليكم؛ ماذا نقول لمن علمناهم أنَّ الوطنَ لهم جميعاً؟!.

المصدر