الموضوع: مـــن أنــا !
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-11, 06:21 AM   رقم المشاركة : 1
الريم23
عضو فضي
الملف الشخصي







 
الحالة
الريم23 غير متواجد حالياً

 


 

مـــن أنــا !

[align=center]يحيرني هذا السؤال كثيراً ..
عندما أواجهه في أي مكان يصادفني
أو أي طلب لتعبئة بيانات ..
من أنتِ ؟
هل يجب أن يكون لي ماهية ؟
فحقاً أنا لا اعرف من أنـا ..!
كل ما اعرفه ذاك الاسم الذي ينادوني به منذ أن أفقت
على ظهر هذه الفانية .. لم أُسئل عن رأيي فيه ..
وفجأة وجدت نفسي في صفوف الدراسة أتعلم رموزاً
أُطلق عليها مسمى ( حروف ) أعجبتني كثيراً ففيها
أكتب غالباً ما أنا مجبرة على كتابته وأحياناً
أكتب مـا أريد كل ما يخترق جمجمتي من أفكار و
أسئلة وأماني وأحلام .. حتى أصبحنا قريبتين من
بعضنا فلا شيء يجري بطوعي كما هي ..
تنقلت من صفوف لأخرى ومن مرحلة لأخرى كما
صنفوها المصنفون وهم لا يروقوني أبداً ..
وبعد ذلك أصبحت أمي تعلمني أشياء أخرى غير
تلك التي أتعلمها في المدرسة قوانين ليس إلهية
كالتي نتعلمها في حصص الدين لا شيء أخر
يدعى ( العيب ) بحثت عنه في القاموس لأجد
معناه تشوه يولد به الإنسان أو يصاب به بعد
ذلك لحادثة ما .. وهذا معنى مغاير لما قـالته
أمي أنها تقول عن أفعال لا عن حوادث كيف
لفعل ما أن يعطبني عدت لمحادثتها ..
وبعد تبادل الأحاديث فهمت أن هذا (العيب)
هو جرح ظاهري لا علاقة له بالبدن وإنما يصاب
به الخارجين عن القوانين التي عرفت بعدها بمده
أنها تسمى (بالعرف) أي ما تعارف عليه البشر ..
ولكن لست مقتنعة فلم أُقابل هؤلاء ليقنعوني بأعرافهم
أحتاج لمعرفة أسباب فعندما وضع الخالق أحكام وقوانين
جيرها بأسباب ليس كلها وإنما أغلبها وما خفي عنا كان
لسبب أكبر من أن نستوعبه وهذا طبيعي فأنا مستدركه
لعظمة هذا الخالق ومؤمنه به لذلك أنا أؤمن بما يشرعه
ولكن مـا خطب أولائك القوم فقد شرعوا أشياء ربما
تناسبت مع وقتهم ولا تتناسب مع وقتنا لأنها قوانين
وضعية تتغير مع تغير الزمان ..
لا يهم فكلامي مقابل رأي أولائك ضعيف !
لنعد لسؤالي من أنـا !
أصبح عمري ثلاثة وعشرون عاماً ولا اعرف بعد ماذا
أُريد ربما يعتقد البعض أني مازلت صغيره ولكن أعتقد
أني كبيرة جداً ولم أخض بعد تجارب كثيرة أحتاجها
ربما لأقرر من أنا ومـاذا أريد !
يستهويني الجنون والنزوح لللاوقعية .. فبها أتوه في
أزقة قاتمة أحمل مصباح مشع يريني الكثير أنفاق
متشعبة ضيقه ومتسعة جدران منحوتة وزخرفات
جميلة وأخرى قاتمة أشباح ساكنه وأخرى نائحة
فرشات تلوين مشنوقة على ظهر لوحة لم تكتمل بعد
أثـار حياة سابقة ربما مررت هنا بذكرياتي قبل أحلامي
ربما سبقني الشغف لسبر أغوار الأنا الراقدة فوق عرشها
البلوري تخاف من التحرك كي لا يتشقق جماله ولمعانه
الزائف كمـا ابتسامتها الرمادية ..
حـان وقت الاعترافات في مهد المحرمات هلا تلوتِ
ترنيماتك الخُضُب بسرعة أكاد افقد الرؤيا ..
أيتها الروح .. حرري هويتي وادفعيها بأيمان ذاتي لتجري
في اليم وأتلقفها بثبات ..
هنـا تموت الإجابات وتولد الأسئلة ..!
تصفد الأقلام وتنتشر الأوهـام ..!
يحتضر الإلهام بين أحضان الورق
بينما يطالعهما الصباح بحزن ..!
ويصيح المقام إيذان بخلوص
الروح وسفرها بأمان ..!
[/align]







التوقيع :

رد مع اقتباس