عرض مشاركة واحدة
قديم 18-08-10, 05:01 AM   رقم المشاركة : 26
جروح الذاكرة
كاتب
الملف الشخصي







 
الحالة
جروح الذاكرة غير متواجد حالياً

 


 

رد: وفـاة وزير العمل السعودي الدكتور غـازي القصيبي ـ رحمة الله

ذكرت بأن المغفور له / غازي القصيبي ، ضحّى بمنصبه مرتين ، المره الأولى عندما كان وزيرا ً للصحة وقصة ما حدث ، وهنا أكتب لكم التضحيّة الثانية وهي عندما كان سفيرا ً للملكة العربية السعودية في لندن .
ماذا تعني كلمة سفير ؟ ، في نظري هو مصطلح شامل أي بإمكان كل واحد منّا أن يكتب تفسيرا ً ويكون مغايرا ًعن أي تفسير كتبه الآخر والمحصله أن الكل يصيب في ذلك . وبشكل عام السفير هو : موظف يمثل الدولة التي ينتمي لها في بلد ما . هذا بشكل عام ومبسط .

في الغالب تحرص كل دوّلة على حُسن الإختيار في من يمثلها في الخارج ، سواء كان سفيرا ً أم وزيرا ً أو حتى مسؤولا ً لمهمه ما . لأنه وكما هو معروف بأن هذا الممثل هو مرآة لقيادة بلده . ولو قُدر أن يحدث توتر سياسي بين دوله وأخرى غالبا ً ما يتم إستدعاء السفير للتشاور معه والتفاهم حول أي إشكال .
من نعم الله ـ سبحانه وتعالى ـ على المملكة العربيّة السعودية هي أن رزقها بحكام بينهم قواسم مُشتركة ، بحيث أن وجود هذه القواسم في أحدهم يعتبر بمثابة سفينّة نجاة للدولة . بشكل دقيق ومُنذ عهد الملك فيصل وإلى يومنا هذا تمتع جميع ملوك المملكة العربيّة السعوديّة بكثير من الحكمة والنظرة الثاقبة ، هاتان الميزتان اللتان لولا الله ثم لولا إتصاف جميع الملوك بهما لما كُتب لهذا البلد أن يبقى في سلام طوال عقود . والكل يشهد على ذلك العدو قبل الصديق . كانت المملكة حريصه كل الحُرص في مواقفها المتعلقة بالقضايا العربية او الإسلاميّة وحتى العالميّة وحسب ما أعتقد أنه لم يسبق لها أن إنفردت بقرارات وأخذت موقفا ً مغايرا ً لمواقف الدول العربية والإسلاميّة ولو في قضيّة واحدة . الذي يرى هذا الحرص ويحس به يعلم في قرارة نفسه مدى حساسية أن تُرشح المملكة سفيرا ً لها في دولة ما . أي دولة عندما تُرشح سفيرا ً لها في بلد معين فلهذا البلد قبول السفير أو رفضه وإستبداله بآخر . وكل دولة عندما تُعين سفيرا ً لها لا بد أن ترسل مبدئيا ً حزمة من المسودات التي تُعرف بهذا السفير وماهي المؤهلات التي حصل عليها والمناصب التي تقلدها .
عُزل غازي القصيبي من وزارة الصحّة وبعد فترة نقاهه لعدة أسابيع إتصل به الملك فهد وعرض عليه ليكون سفيرا ً في دولة ليست غريبه على غازي بل يعشقها لدرجة الجنون وهي البحرين التي ترعرع فيها لسنوات عدة . ظل غازي سفيرا ً في البحرين منذ سنة 1984 ولمدة ثمان سنوات تقريبا ً ، بعدها تم ترشيحه لمنصب سفير المملكة العربيّة السعودية في لندن . وفق غازي في أن يكون سفيرا ً وتعمقت العلاقات السعودية البريطانية في عهده أكثر وخاصة في مجالات التعليم والثقافة . وإرتبط بعلاقات مميزة بالبلاط الملكي في المملكة المتحدة .
مكث غازي لمدة تسع سنوات تقريبا ً سفيرا ً لبلاده ، ولا أبالغ لو وصفته بأنه سفير العرب في لندن .
بعد تسع سنوات حدث مالم يكُن بالحسبان ! . في عام 2003 م قامت مجاهده فلسطينية إسمها آيات الأخرس بعملية إستشهاديّة في القدس قُتل وجرح عدد من اليهود . كانت الآراء حول تنفيذ العمليات الإستشهاديّة بين فريقين ، فريق يرى بأنها حلال ويقود هذا الفريق عدد كبير من المحسوبين على المذاهب الدينية ، وفريق يرى حرمتها ويمثل هذا الفريق عدد قليل من العلماء وكثير من المحسوبين على التيار الليبرالي . قامت الشهيّدة آيات الأخرس بالعملية الفدائية وفجأة وعلى غير ميعاد يخرج السفير غازي القصيبي المحسوب على التيار الليبرالي بمفاجأة من الوزن الثقيل تتلخص في قصيدة يمجد فيها ما قامت به الشهيّدة آيات الأخرس .

يقول غازي في بعض أبيات القصيدة :

[poem=font="Arial,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
يشهد الله انكم شهداء=يشهد الانبياء والاولياء
متم كى تعز كلمة ربى =فى ربوع اعزها الاسراء
انتحرتم.. نحن الذين انتحرنا=بحياة امواتها الاحياء
قل لايات يا عروس العوالي=كل حسن لمقلتيك الفداء
حين يخصى الفحول صفوة قومي=تتصدى للمجرم الحسناء
قل لمن دبج الفتاوي: رويدا=رب فتوى تضج منها السماء
حين يدعو الجهاد.. يصمت حبر=ويراع.. والكتب.. والفقهاء
حين يدعو الجهاد... لا استفتاء=الفتاوي، يوم الجهاد، الدماء
وشكونا الى طواغيت بيت ابيض=ملء قلبه الظلماء
ولثمنا حذاء شارون حتى=صاح مهلا قطعتمونى الحذاء".[/poem]

القصيدة أطول من هذا ، وقبلها كانت هناك قصيدة باللغة الإنجليزية إسمها الرضيع المفخخ ، ومناسبتها أن غازي رآى صورة لأم فلسطينة رفعت رضيعها فوق رأسها وقد حزمته بمجسم لحزام ناسف ، أخذ غازي الصورة ونشر تحتها قصيدتة ومن بعدها أعلنت المواجهة بينه وبين المناوئين وإنتهت بخروج غازي من لندن .



لنا عودة







التوقيع :
" وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى "