معركة اليونيسكو
في سنة 1998م تم توجيه بيان يُطلب فيه من جميع الحكومات التي ترغب في ترشيح أحد مسؤوليها لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم " اليونيسكو بأن تقوم بإرسال أسماء مرشحيها سرا ً إلى مجلس إدارة المنظمة مع التفاصيل الكاملة بمؤهلات المُرشح . ما أن وصل البيان إلى مسامع قيادة البلد حتى بادرت القيادة بإتخاذ الإجراءات اللازمة للإعلان عن مُرشح . تم تشكيل لجنة برئاسة وزير المعارف السابق الدكتور محمد الرشيد بصفتة عضو في المجلس التنفيذي للمنظمة لتكوين لجنة ولجمع أكبر عدد من المرشحين من داخل المملكة ، كان هناك أكثر من شخصيّة وبعد مُضي عدة أسابيع وُجدَ أن الدكتور غازي القصيبي سفير السعودية في لندن هو أبرز المرشحين . وكما عُرف من البعض لم يتحمس الدكتور غازي لخوض الإنتخابات ، رُبما لوجودة في منصب قوي لا يُستهان به ـ سفير المملكة العربيّة السعوديّة في المملكة المتحدة ـ . وكذلك عميدا ً للسلك الدبلوماسي وفوق كُل هذا هو أنه لو قُدر للدكتور غازي الفوز بالمنصب سيكون مضطرا ً للإقامة في باريس ، وهو الهائم بالجارة لندن . تم تقديم طلب الترشيح مُرفقا ً بمؤهلات الدكتور غازي ومعها كلمة كتبها غازي عن أسباب ترشيح نفسه لهذا المنصب على أن تُدرس جميع هذه الطلبات من قِبل المجلس الأعلى للمنظمة .
ينتخب المدير العام لليونيسكو مرة كل ست سنوات لفترة ولاية تستغرق ست سنوات وتقبل التجديد لفترة مماثلة واحدة ويتم الانتخاب على مرحلتين : الاولى يختار فيها المجلس التنفيذي للمنظمة مرشحا واحدا من بين المرشحين المتقدمين والثانية ينصب فيها المؤتمر العام للمنظمة هذا المرشح مديرا عام . أصوات المرشحين عددها 58 صوتا ً :
المجموعة الآسيوية 12 صوت
المجموعة الأفريقية 14 صوت
أوروبا الغربيّة9 أصوات
أوروبا الشرقية 7 أصوات
أمريكا اللاتينية 10 أصوات
المجموعة العربية 6 أصوات
فإذا حصل المُرشح على 30 صوت يتم تزكيته من قِبل المجلس .
الذين خاضوا الإنتخابات على النحو التالي :
1) المرشح الياباني وحصل في الدورة الأولى على 20 صوت
2) المرشح العربي ( غازي القصيبي ) وحصل على 9 أصوات
3) المرشح السيرلانكي
4) المرشح الاندونيسي
5) المرشحة الفلبينية
6) المرشح الاسترالي
7) مرشح ترينداد / توباجو
8) المرشح الروماني
وهناك مرشح مصري جاء بعد ذلك و تم ترشيحه من قبل الدانمارك !! ومرشح فرنسي آخر تم ترشيحه من قبل جورجيا .
في الدورة الاولى حصل المرشح الياباني على ( 20) صوتا ، والمرشح العربي على (9 ) أصوات ، والدكتور اسماعيل سراج الدين على (7 ) أصوات ومرشح استراليا على (7 ) أصوات ، ومرشح تراينداد / توباجو على ( 4) أصوات ، ومرشح سريلانكا على ( 4) أصوات والمسيو دانييل جينكو على (صوتين) ومرشح هنغاريا على (صوتين) ومرشح اندونيسيا على (صوت واحد) أما مرشح رومانيا فلم يفز بأي صوت . بعد هذه الدورة انسحبت مرشحة الفلبين كما انسحب مرشحي رومانيا واندونيسيا !! وهنغاريا .
وفي الدورة الثانية حصل المرشح الياباني على ( 27) صوتا والمرشح العربي على (10 ) أصوات ومرشح ترينداد/ توباجو على (6 ) أصوات والمرشح الاسترالي على (6 ) أصوات والمرشح السريلانكي على (صوتين) والدكتور اسماعيل سراج الدين على ( 4) أصوات ، والمسيو جينكو على ( 3) وفي أعقاب هذه الدورة انسحب كل من مرشح استراليا ومرشح سيرلانكا والمسيو جينكو.
وفي الدورة الثالثة الحاسمة حصل المرشح الياباني على ( 34) صوتا وحصل المرشح العربي على ( 13) صوتا ومرشح ترينداد/ توباجو على ( 8) أصوات وحصل الدكتور اسماعيل سراج الدين على (3 ) أصوات ، وهكذا فاز المرشح الياباني الذي عينه المؤتمر العام بعد ذلك رسميا مديرا عام للمنظمة.
في تعليق غازي القصيبي عن هذه المعركة التي دارت رحاها لمدة سنة كاملة والتي إنتهت بالهزيمة الساحقة كما يصفها هو تحدث عن العوامل التي ساعدت المرشح الياباني في الفوز بالمنصب والعوامل التي خذلت المرشح العربي وأتت بالهزيمة . ومن أهم العوامل التي ساعدت المُرشح الياباني في الفوز كما يقول الدكتور غازي هو أن اليابان خططت لهذا المنصب منذ أكثر من تسع سنوات و قامت بحشد كل الأصوات وجمعها مُنذ فترة طويلة . في الوقت الذي بدأ فيه غازي بإعداد الحملة قبل الإنتخابات بسنة كاملة . لكن هذا لم يُحدث فرق كبيرا ً بين المُرشحين ، وإنما الذي أحدث الفارق هو دخول مُرشحين عرب ومسلمين في معركة الإنتخابات قبل أن تبدأ بوقت قصير جدا ً ، الأمر الذي أدى إلى تشتت الأصوات العربيّة الإسلاميّة في الوقت الذي كانت فيه السعودية تحاول جمع أكبر أصوات من الدول العربيّة والإسلاميّة في صالح مُرشحها . لم أتابع الإنتخابات بتفاصيلها لكن الذي أذكره جيدا ً أن صوت دولة المغرب ذهب لمُرشح آخر غير المُرشح العربي . خسر الدكتور السفير غازي القصيبي في أن يكون مديرا ً لليونيسكو " فخرجت لنا بعد ذلك روايتة المشهورة " دنسكو " يسخر فيها من العوامل التي أفقدته المنصب .
لنا عودة