عرض مشاركة واحدة
قديم 07-07-04, 12:42 PM   رقم المشاركة : 26
أنين الروح
مشرف سابق
الملف الشخصي







 
الحالة
أنين الروح غير متواجد حالياً

 


 

[ALIGN=CENTER]على مقربةٍ من طريق الرحيل
إبـّان سقوطِ الورقة الأخيرة
من أوراقِ التوت
كانت تتراشق حباتُ السكون
مثيرةً نقيعَ الرهبةِ بين الجنبات
كان لا بد من ثورةٍ على الذهول
تحرر مكامن الأمان
فلا يبقى في ساحة المطر
سوى بضع غيماتٍ لن تهطل
رغم نداء الزهور
التي غدا رَجْعُ صوتها ... أنيناً

" راحلي "
أيروقُ لكَ ذلك ؟؟

وجدتُكَ بالأمس الغير قريب
تمتطي صهوةَ عمرٍ حزين
وتسابقُ أحرفَ الوجد
والذكرى
كنتُ في ذلكَ السباق أيضاً
كنتُ في المقصورة رقم " سقطة "
و جوادي كانَ ميتاً
ولكنهُ ركض
بروحه وحيداً
ورماني
فكانَ السقوط
عن صهوتنا الأزلية
إلى قاعِ قاعِ الألم

كانَ علينا أن لا نكونَ هنا
لأننا إذا ما كنا هناك
ربما سنجد أن أرواحَنا
مقتولة
ولكننا هنا سنجدها
موءودة
في رمالِ الحزن
بمهارة

تفهمني أيها السيد
وتعرف أنني بالكادِ أنبض
وأرمم الهوةَ في ثقوبِ العمر
كي يتسعَ لي وقتي
وأهرول في مدينتي البائدة بحرية
وأتسابق مع نفسي
فأسبقها أو تسبقني
لافرق
فكلانا خاسر
وكلانا سنحوزُ على جائزة
" ميدالية البؤس "

كوكب مجرتي الروحية
" الراحل "
طرطوسُكَ هذه
أخبرتني بما لا تعرف
وأخبرتني بكلِّ الأسرار
بقراءةِ جريدةِ الهذيان " إفشاء "
ولكني أخبرتُها بدوري
أنَّ ملحَمَةَ السفر
تعيشُنا ببطئ
وتضرِبُنا بقسوة
فسادَ الصمتُ بيننا
وسالَ الحبر

عزيزي صاحب بريقِ الحرف
" الراحل "
أتجوَّلُ دائماً هنا
وتأخذني أسرارُنا التي بحنا بها للورق
إلى حيثُ تمطرُ اللغة
بندى الجمال
ثمةَ أحاديثٌ وأحاديث
وأضواءٌ وأنواء
بينَ السطرِ والكلمة
أنتَ أخبرتني بذلك
ذاتَ خيال

عزيزي :
أنا كما أخبرتك
على العهد
منذ عمر
وسأبقى كذلك
لأن الروحَ و " الليل "
قد زُفَّا
حيثُ لا انفِكاك

دمتَ لي بنقاءكَ وطُهرِك
حيثُ وجدتُكَ ترقص عباراتي
وتهرب بعضُ النبضات
من القلب إلى القلب
ومن الروح إلى الروح

تحيةَ بلونِ وجودِكَ هنا
بين جنباتِ عمري
" أبيض "
وعلى طريقتك سأقدم

هذهِ لك

[/ALIGN]







التوقيع :

الأنين
هو ذلك الصوت غير المسموع
الذي يتردد بين جنبات الروح

رد مع اقتباس