[أنين الروح]

[ALIGN=CENTER]
" البركان "
ما زالَ في ذهني حاضراً
ذاك اليومُ المهيب
عندما نشِطَ بركانُ الألم
وألقى حممَ السراب
على تلالِ الروح
وسارتْ
حتى اجتاحت قرية النبض
وأحرقت كلَّ خيامِ السعادة
فاندثرت معالمُ الرحابة
تحت ركام الحطام
الذي تبنّاهُ الوقت


كنتُ في غيبوبةٍ عن الزمن
راعني أنها امتدت " عُمْراً "
فاكتشفتُ في لحظةِ صحوي الكاذبة
أني مكبّل بخيوط القهر
التي شدَّ " الفقد " وثاقها بإحكام

فكيف بنا إن تطايرنا كالمفرقعات
في أجواءِ الحزن
أوِ اقـتُـلِعنا كأشجارٍ يابسة
من غاباتِ الأمل
سنكونُ آنذاك .. في غايةِ الجمال
على الأقل
في عيونِ قاتلينا

لطالما حظينا ببعض الأصداءِ المشرقة
ولكن ...
لا تلبث أن تنكمش
وتتعرض لطعنة من الخلف
من يدِ البكاء
وتصل آثارُ الطعنة الشاحبة
إلى بؤرةِ القلب
الذي يتلقاها بابتسامة
هي الأولى له
والأخيرة

سيدي الموغل في الرهافة
إلى ما فوق الحدود
" راحلي الرائع "

مازلنا نتجاذب أطرافَ الوجع
ونتداولُ فيما بيننا السقوط
ونكملُ حواراً لمّا يبدأ في النـزف
وبتنا نحتاجُ لفنجانينِ من الدمع
سأضعهما على طاولةِ هذياننا المفزِع
ولن أكترثَ للهيب المتصاعدِ
من حافةِ المرار
على أطرافِ الفنجانين

سيد العذوبة والرحيق
" الراحل "
كن على ثقة
أنني في " نهم " لالتهام حروفك
مع مقبلاتِ روحك
على مائدةِ بوحك
وكل هذا ...
سيكون معك

ممتنٌ لكَ فوقَ حدِّ التعابير
لاحتفائكَ بطفلتي " السقوط "
ولأنكَ تقرأ تعويذتكَ أمامَ ضريحها
وتضع زهورَ كلماتك
على حافةِ ذاكَ الضريح

أرق تحية سأبعثها لك
مع أوراق الغار " الحلبي "

قبلاتي لروحكَ الشفافة المرهفة
في حفظِ الله ورعايته[/ALIGN]