عرض مشاركة واحدة
قديم 18-10-07, 10:21 AM   رقم المشاركة : 6
أبو سالم
عضو برونزي
الملف الشخصي






 
الحالة
أبو سالم غير متواجد حالياً

 


 

[align=center]
الحديث الرابع :

عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعـود رضي الله عنه، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : { إن أحـدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفه ، ثم يكون علقةً مثل ذلك ، ثم يكون مـضغـةً مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك ، فينفخ فيه الروح ، ويـؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد؛ فوالله الـذي لا إلــه غـيره إن أحــدكم ليعـمل بعمل أهل الجنه حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعـمل بعـمل أهــل النار فـيـدخـلها . وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فــيسـبـق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها }.[رواه البخاري:3208، ومسلم:2643][/align]

[align=right]الفوائد التربوية :
الفائدة الأولى : منزلة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب أصحابه حيث يمدحونه بعبارات الثناء التي تدل على المحبة " الصادق والمصدوق " .
الفائدة الثانية : فقه ابن مسعود رضي الله عنه لأنه أتى بجملة تناسب الحديث فقال " الصادق والمصدوق " . لأنه مضمون الحديث غيبي لا يرى ولا يعلم إلاّ عن طريق الوحي .
الفائدة الثالثة : عظمة المولى وقدرته ، من النطفة يخلق علقة ومنها مضغة ومنها بشراً سوياً .
الفائدة الرابعة : رحمته سبحانه وحفظه حيث يحفظ تلك النطفة إلى أن تكون علقة ثم يحفظها من كل ما يفسدها إلى أن تكون مضغة ثم يحفظها ويرعاها إلى أن تكون خلقاً آخر .
الفائدة الخامسة : الحديث علاج للكبر فالإنسان الذي تكبر على أوامر ربه سبحانه كان أوله نطفة ، ولولا الله لم تكن علقة ولا مضغة ولا لحماً فكيف يتكبر بعد ذلك ؟!.
الفائدة السادسة : الحث على شكر العبد لربه على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ، فمن تأمل في هذه النعم دله ذلك على شكر مولاه .
الفائدة السابعة : يربى الإنسان على التفكر في نفسه ، قال تعالى : {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ { (21) سورة الذاريات .
الفائدة الثامنة : التسليم للأمور الغيبية التي ثبت فيها النص ، فنؤمن بأن الملك ينفخ الروح ، ويكتب تلك الكلمات .
الفائدة التاسعة :عظمة علم الله الذي يأمر الملك بكتب الأربع كلمات ، رغم أن هذا المخلوق لم يخرج من بطن أمه فسبحان من علم متى يخرج ؟ وماذا سيعمل ؟ وكم يعيش ؟ وماذا سيختم له ؟ والله بكل شيء عليم .
الفائدة العاشرة : يبعث الراحة والطمأنينة في مسألة الرزق لأنها كتبت وفرغ منها فلا يحزن المؤمن لفوات رزق لأنه فات لعدم كتابة الله له .
الفائدة الحادية عشرة : يربي في المسلم الشجاعة لأنه الأجل محدود فلا يتقدم ساعة ولا يتأخر كما قال علي رضي الله عنه أي يومي من الموت أفر يوم لا قدر أم يوم قدريوم لا قدر لا أرهبه ومن المقدور لا ينجو الحذر
الفائدة الثانية عشرة : الحث على بر الوالدين خاصة الأم فكل قضايا حديث الباب من النطفة ثم العلقة ثم المضغة ثم إرسال الملك وكتابته ـ كل ذلك يكون في بطن الأم ـ " يجمع في بطن أمه " .
الفائدة الثالثة عشر : طاعة الملائكة لربهم " فيرسل الملك " .
الفائدة الرابعة عشر : دل على أن العبرة بالخواتيم فلا يغتر بظاهر العمل حتى ينظر بما يختم له .
الفائدة الخامسة عشر : الإيمان بالقضاء والقدر .
الفائدة السادسة عشر : الخوف من سوء الخاتمة قال ابن رجب رحمه الله : فقال بعض السلف : ما أبكى العيون ما أبكاها الكتاب السابق ، وقال سفيان لبعض الصالحين : هل أبكاك قط علم الله فيك ؟ فقال له ذلك الرجل : تركني لأفرح أبداً . وكان سفيان يشتد قلقه من السوابق والخواتيم ، فكان يبكي ويقول : أخاف أن أكون في أم الكتاب شقيا ، ويبكي ويقول : أخاف أن أسلب الإيمان عند الموت ، وقال مالك بن دينار يقوم طول ليله قابضاً على لحيته ويقول : يارب قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار ففي أي الدارين منزل مالك ؟! أ.هـ
الفائدة السابعة عشر : هذا الحديث يربي في النفس خوفها من النفاق الأصغر والأكبر ومن الكفر .
الفائدة الثامنة عشر : يزرع المحاسبة والعناية بأمور النفس الباطنة خوفاً من أن تبتلى بمعصية خفية تقود إلى سوء الخاتمة قال ابن رجب (رحمه الله)" دسائس السوء الخفية توجب سوء الخاتمة " أ.هـ
الفائدة التاسعة عشر : دل على أن الشخص له إرادة ومشيئة واختيار لأنه أضاف العمل له فقال " إن أحدكم ليعمل " وهذه المشيئة والاختيار لا تخرج من مشيئة الله سبحانه المحيطة بكل شيء .
الفائدة العشرون : يجب سؤال الله الثبات وألّا يزيغ القلب عن الهدى كما هي حاله صلى الله عليه وسلم فكان كثيراً ما يقول في دعائه " اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك " .
الفائدة الحادية والعشرون : الحرص على أعمال أهل السعادة والثبات عليها والصبر والمجاهدة إلى أن يموت على ذلك فإن الإنسان ميسر لما خلق له .
الفائدة الثانية والعشرون : أحكام الدنيا معلقة بالأعمال الظاهرة دون الدخول في النيات ، فمن كان ظاهره الإسلام حكم له به فقد قال صلى الله عليه وسلم " فإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة " وقال " وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار " .
الفائدة الثالثة والعشرون : حكمة الله ونفاذ أمره سبحانه لقوله صلى الله عليه وسلم " حتى ما يكون بينه وبينها إلّا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيدخلها " . [/align]







رد مع اقتباس