عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-09, 03:56 AM   رقم المشاركة : 7
بصمة بنات
عضو نشط
الملف الشخصي






 
الحالة
بصمة بنات غير متواجد حالياً

 


 

وفاة 3من المرضىو3ممرضين في حريق بمستشفى الصحه النفسيه ببريده

لقي ستة أشخاص مصرعهم اختناقاً نتيجة حريق نشب فجر أمس في مستشفى الصحة النفسية بمدينة بريدة، ثلاثة منهم من المرضى المنومين وثلاثة من الممرضين أثناء نومهم في الأجنحة المخصصة لهم، مع إصابة شخصين، وقد تمكنت فرق الدفاع المدني من إخماد الحريق في حينه.
وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة القصيم الرائد إبراهيم أبا الخيل أن من أسباب وفاة ضحايا الحريق التعرض لنواتج الحريق كأول أكسيد الكربون الذي يؤدي إلى الوفاة إذا تعرض له الشخص من ثلاث إلى خمس دقائق.
وقال إن مركز القيادة والسيطرة بالدفاع المدني ببريدة تلقى بلاغاً عند الخامسة وستت وأربعين دقيقة صباح أمس عن وجود حادث حريق في المستشفى الواقع على طريق على بن أبي طالب ببريدة، وعلى الفور تمت مباشرة الحريق وإخماده بعدد خمس فرق للإطفاء وخمس فرق للإنقاذ، بالإضافة إلى فرق الإسعاف، وفرقة لاسطوانات الهواء النقي.
و أكد أنه تم إخلاء النزلاء المتواجدين لحظة الحريق، حيث تم إخلاء ثمانية أشخاص من الجناح الذي وقع فيه الحريق، في حين تم إخلاء 80 آخرين من الأجنحة المجاورة للجزء المتضرر.
وأضاف أن الحريق وقع أثناء نوم المتواجدين داخل الجزء المتضرر، وأنه وفقاً للدراسات العلمية الصادرة من جهات الاختصاص فإن التعرض لنواتج الحريق كأول أكسيد الكربون تؤدي إلى الوفاة من ثلاث إلى خمس دقائق، وهذا ما حدث للأشخاص المتوفين. وأشار إلى أن إجراءات التحقيق لا تزال مستمرة لمعرفة أسباب الحريق.
وأفاد أنه تم تطبيق خطة الطوارئ المتبعة في مثل هذه الحالات، مضيفا بأن الدفاع المدني يهيب بالجميع الأخذ بأسباب السلامة ومعالجة كل ما يشكل خطراً، والاستفادة من برامج التوعية التي تقدمها المديرية في مختلف وسائل الإعلام.
من جانبها، علقت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة القصيم على ملابسات حادث الحريق الذي تعرض له المستشفى بقولها إنه حدث حريق في جناح المرضى رقم 1 في مستشفى الصحة النفسية ببريدة نتج عنه وفاة 6 أشخاص، 3 مرضى و 3 من طاقم التمريض، وإصابة شخصين تم نقلهما لمستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة، في حين تم إخلاء 8 أشخاص من الجناح نفسه ونقلهم إلى الأجنحة الأخرى و 80 شخصا من المستشفى أثناء الحريق، وقدت تمت إعادتهم إلى الأجنحة بعد التأكد من سلامة الوضع.
وأشارت المديرية إلى أنه تم تشكيل لجان للمتابعة والتحقيق بالتعاون مع الجهات المعنية، لمعرفة أسباب الحادث، كما تم تدعيم المستشفى بالقوى العاملة لتغطية النقص وتكليف أقسام الشؤون الاجتماعية وشؤون المرضى للتواصل مع ذوي المتوفين. وقد باشر الحادث بالإضافة للدفاع المدني كل من الشؤون الصحية والهلال الأحمر والكهرباء والشرطة والدوريات الأمنية.
من جهته أوضح الناطق الإعلامي للمديرية محمد الدباسي أن حالة المصابين في الحريق مستقرة، حيث يعاني احدهما من حروق بنسبة 1%، إلا أن استنشاقه لغاز ثاني أكسيد الكربون قد اثر على جهازه التنفسي ما استدعى نقله لتلقي العلاج، أما المصاب الثاني فإن نسبة الحروق فيه تصل إلى 50% ويتنفس بواسطة جهاز التنفس الصناعي، مشيرا إلى أن جثامين المتوفين الستة ستوارى الثرى اليوم بعد الصلاة عليها عقب صلاة الجمعة في جامع الشيخ محمد بن عبد الوهاب بحي الخليج ببريدة ما لم تستجد تطورات تستدعي تأجيل الدفن.
من ناحيته أكد مدير شرطة منطقة القصيم اللواء عبد القادر طلحة لـ"الوطن" أن الدوريات الأمنية باشرت موقع حادثة الحريق وتبلغت من قبل الشؤون الصحية باختفاء أحد المرضى النفسيين، وأن الشرطة لا تزال تبحث عنه حتى الآن، وأبان أنه تم القبض على أحد نزلاء المستشفى كان قد اختفى وقت الحريق.
أسماء المتوفين في الحريق
الممرضون :
1 - محمد العنزي
2 - سليمان العبيدان
3 - فهد القرعاوي.
المرضى :
1 - محمد علي
2 - عبد الله سليمان
3 - منصور عبد الله
الراحلون شهداء واجب
أكد إبراهيم بن صالح القرعاوي أخ الممرض فهد القرعاوي الذي توفي في حادث حريق مستشفى الصحة النفسية ببريدة أن شقيقه وزملاءه لقوا حتفهم وهم يؤدون عملهم وليس كما تناقلته بعض وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية من أنهم كانوا نياماً وقد حاولوا إنقاذ المرضى المحتجزين وقت الحريق.
واستشهد القرعاوي بأنه بعد الاطلاع على جثمان أخيه لاحظ الحروق الموجودة على يديه وأيدي الممرضين المتوفين دون بقية أجسامهم مع أن المكان الذي وجدوا فيه لم يبلغه الحريق, إلا أن وفاتهم كانت اختناقاً بسبب الكربون والدخان الكثيف، معتبراً أن شقيقه وزملاءه في حكم شهداء الواجب.
وذكر القرعاوي أن أخاه من والده فهد - رحمه الله - يبلغ من العمر 25 عاماً وغير متزوج وهو وحيد والدته بالإضافة إلى ست شقيقات، وأن والدهم الذي توفي أثناء طفولة فهد متزوج من زوجتين وله أربعة إخوة من والده، وقد تخرج من المعهد الصحي ببريدة والتحق بالعمل في مجال التمريض بالمنطقة الشرقية وعمل لمدة عام ثم انتقل إلى القصيم برفقة زميله المتوفى الثاني "العبيدان" منذ عامين وعمل بمستشفى الصحة النفسية ببريدة حتى وقوع حادثة الحريق ووافاه الأجل، مفيدا أنهم تلقوا خبر الوفاة والحادثة في حوالي الساعة العاشرة صباحاً.
تعقيب أمني
قال مدير شرطة منطقة القصيم اللواء عبد القـادر طلحة لـ"الوطن" إن الدوريات الأمنية باشرت موقع حادثة حريق مستشفى الصحة النفسية ببريدة صباح أمس وتبلغت من قبل الشؤون الصحية باختفاء أحد المرضى النفسيين وأن الشرطة لا تزال تبحث عنه حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
كما بين اللواء طلحة أنه تم القبض على شخص آخر مختفٍ من نزلاء مستشفى الصحة النفسية ببريدة في وقت وقوع الحريق.
سليمان وفهد.. من حي الفايزية مروراً بالشرقية
إلى الوردية الأخيرة في حياتهما

حالة إنسانية استثنائية تمثلت في حقيقة العلاقة بين اثنين من ضحايا حريق مستشفى الصحة النفسية ببريدة فجر أمس، حينما أضحت علاقة الممرضين سليمان العبيدان وفهد القرعاوي صداقة تجذرت في عمق كيانهما، لتستمر حتى آخر وردية عمل جمعتهما فجر أمس.
البداية كانت بالتقارب العمري بينهما فكلاهما في حدود الـ 25 عاماً وبكونهما طفلين جارين يلهوان في حي واحد، في حي الفايزية تحديداً ثم شاءت الأقدار أن ينتقل سليمان العبيدان مع ذويه إلى حي آخر، إلا أن القدر جمعهما مرة أخرى طالبين في مقاعد المعهد الصحي بمدينة بريدة.
وتستمر الحياة بهما إلى أن تخرجا في المعهد وتم تعيينهما في مدينة الدمام في اثنين من المستوصفات الحكومية، ثم تتوالى الأقدار ويتم الجمع بينهما في مكان عمل واحد في المحجر الصحي بمطار الملك فهد بالدمام.
فهد القرعاوي غادر الشرقية إلى مستشفى الصحة النفسية ببريدة قبل ثلاث سنوات، ولكون العلاقة بينهما باتت تكويناً جسدياً يجمعهما انتقل سليمان العبيدان بعد صديقه بسنة واحدة إلى نفس مقر العمل ببريدة.
توالت الفصول والأحداث في حياتهما إلا أن العجيب أن تجمع بينهما وردية واحدة هي آخر عهد لهما بالدنيا، تلك هي الوردية الأخيرة التي سجل فيها هذان الصديقان الفصل الأخير في علاقتهما وصداقتهما لتكون الوفاة وهم على رأس العمل.







التوقيع :