الموضوع: شاهدا صامت
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-08-12, 07:09 AM   رقم المشاركة : 1
طراد السراب
عضو فعال
الملف الشخصي







 
الحالة
طراد السراب غير متواجد حالياً

 


 

شاهدا صامت

..قصة شبه واقعيه تحمل كثيرا من الالغاز

يظل الانسان يتنقل من بلد إلى آخر بحكم وظيفة او دراسة او اي سبب .... ولكن يظل المكان الذي ربي فيه وحارة او قرية التي تربي فيها وعاش ايامه وسنينه العشرين الاولى والتي تعلم بها ودرس هي التي تثبت في خيالة وذكراهـ .. رحل من قريتة بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة .. والتحق بوظيفة وتركـ القرية بعد وفاتة امة وخروج اخوانه من تلك القرية وذهاب كل من هم بحاله .. فلم يعد لهم هناكـ سواء بيتهم القديم وقد هجروهـ .. وباعوا مزرعتهم .. وقبر امهم فقطـ الذي توفيت قبل رحيلهم من القرية بــ سنة واحدهـ.... الاب توفي بحادث اليم وعمر احمد 8 سنوات . انقطع احمد عن القرية وغاص في حياته وكون نفسه وتزوج واستقر ... وفكر بزيارة قريتة التى تطورت وكبيرت واتسعت مساحتها .. كيف لا وهو لم يزرها منذ 25 عاماً واثناء تجول فيها اخذ يستعيد الذكرى .... وصدم من واقع المباني المهجورة وكأن لم يسكنها احد ولم يكن يعيش بها بشر .. بيوت مهجورة شوارع قديمة متكسرة اشجارة متساقطة على اطراف الطريق كفرات ملقاهـ على الشوارع نفايات .. غربان معششه على اسلاك الكهرباء .. حال مزري ... اين تلك الصورة الجميل لها عند ما تركها ؟ اين من سكنها ... ــ ( دائما تبقى الصورة الاخيرة بالذاكرة محفوظة لدى الانسان) ــ يتأسف على ما آل اليه حالها .. ولكن وقف طويلا عند مبنى هرم نوافذه متكسرة ابواب متهلعه .. وتذكر اياما مضت وتذكر موقفاً له مع هذا المبنى لا ينسى :

تذكر تلك الصورة الموحشة لذاك المبنى المخزي لمن يمثلها في خياله منذ صغرهـ . لا زال يذكرهم صباحاً قادمين ومساء ذاهبين . لايزال يتذكرهم في تلك الليالي ومكاتبهم مضأة في الصيف مكيفاتهم تغطي بصوتها اسرارهم واصواتهم وفي الشتاء البارد يحكمون إغلاق نوافذهم المحصنة . هم بشر ولكن اختاروا لأنفسهم فوق البشر بنظرهم فقط .؟ لماذا الخوف منهم لماذا ؟ لماذا كل شيء يرعب بل مجرد المرور امامهم بحد ذاته مخيف وجرم ؟؟ أثاثهم جديد وجميل لكن في نظره مرعب وشريكـ لهم ؟ أبواب مؤصدة لا تسمع كلاماً مطمئنًا . انت غريب بينهم اذا انت مذنب ومجرم بل عليك اشد العذاب ... قادته الأقدار إلى ان يزورهم في عقر دارهم ؟ وكيف يختار زيارة مبني بمجرد مرورهـ من امامه يصاب بالخوف المطبق ...؟ دخل والكل ينظر اليه بنظرة الانتقام والحقد . وجوهاً مرعبة ليست مثل تلك الوجيه التي اعتاد على رؤيتها . التفاهم يتم بينهم بكلمة لا اكثر ؟ لارجعة بها لا احد يعرف الرحمة او اللين ؟ وقع في ما كان يخشاهـ ؟ تباً لحظه العاثر الذي طرحه بين ايديهم ..ولكن لا ذنب له لماذا احضروهـ ؟ لا احد يجيب الكل يعاملة بقسوة يتمنى لو واحد بكلمة ويهدئ فؤادهـ ... تقتله تلك النظرات النارية الملتهبة منهم وكأن من يقابلة يتمنى الهجوم عليه ..؟ لانهم اعتادوا على القسوة والنظرة الشيطانية ..؟ ظل ضيفاً مهاناً لديهم اسبوع اشتركـ في رعبة الجميع لم ينسى تلك الشبابيكـ التي تمنى ان يكون واحد منها لم ينسى صفير هواء الصيف الحار ... لم ينسى تلكـ الممرات المظلمة الموحشة .. وسماع صوت ارجلهم الخفيفة على درج ذلكـ المبنى ..تارة صعودة برفق .. وتارة نزول بسرعة .. فاصبح يميز بين الصاعد والنازل ... لم تفارق ذاكرته تلك النافذه الصغيرة التى يكاد يدخل معها عصفور وهي في اعلى الغرفة .... ولماذا بأعلاها ؟... لايعلم . اسبوع قضاها تعادل نصف عمرهـ .. وخرج كما دخل لا يعلم لماذا ؟ وتمضي الحياة وتتغير الحال ويتغير العالم بإسره . . ولاتزال ذكراه باقية . ولايزال تلكـ المبنى المخزي جاثم على ارضة وماضي شاهداً على عارهـ ... ولكن اليوم تحول إلى مكان مهجور فلم يعد ذلك المبنى الجميل الجديد كيف يبقى ومضى عليه 45 عاماً ..؟ تركوهـ اصحابه وذهبوا إلى مبنى جديد .. وتغير كل شيء واخذ يظهر بصورة جميلة . ولكن لايستطيع ان يمسح تلك الصورة القديمة والتي ذهبت مع ذالك الجيل ولن يستطيع مسحها من ذاكرة من عاش معه الا بموت شاهــد .. والآن وهو في آخر حياتة باتت له مجرد ذكرى يظل يحكيها ويتسلى بها وقــــــــــــــــــــد لا يحكي لنا تفاصيلها وقــــد تكون سنوات العمر الغابرة انسته ... وقد يكون الخوف مطبقً على قلبه الهرم الى الآن .. او الى آخر ايامة .. فرحل الى مدينتة وقد رجع بالذاكرة الى حنينه وايامة وكل ما كان شـــاهدا عليه ... والى الان لايعلم لماذا ؟؟؟ ولكن تبقى صورتهم قبيحة وعاراً عليهم مهما تقدمت الحياة ... لأن تفكير الانسان هو من يفترض ان يتطور ... لا غيرهـ ... ولكن اذا لم يتقدم الانسان بفكرهـ يضل ويضل .... يكتب برموز ؟؟ هل يعيش الانسان بظلم دائم ....هل يموت بغموض احداثه معه ..؟؟هل قدر عليه الا يسئل لماذا ...؟ او يكون شاهداً صامت.......







التوقيع :
لن تعود إلي البسمة والفرح....
إلا بعد أن تكون كالشمس في حياتي...
تشرق كل يوما....بأمل جديد ..
ترحل وتعود بأمر ربها ..!!