المدينة المنورة- خالد الزايدي
في جو مفعم بالطمأنينة أدت الدفعة الأخيرة من ضيوف الرحمن - أمس - صلاة الجمعة بالمسجد النبوي الشريف وهم يودعون المدينة المنورة في طريقهم إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة حيث سيتم خلال اليومين القادمين إعلان انتهاء الموسم الأول بتصعيد الدفعة الأخيرة من الحجاج المنومين في المستشفيات، وقد خطب المصلين فضيلة الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي الذي دعا لضيوف الرحمن بالقبول والتيسير حتى العودة إلى بلدانهم سالمين غانمين.
وقال في خطبته: لقد أتت هذه الجموع المباركة تلبية لدعوة إبراهيم الخليل عليه السلام منذ آلاف السنين مهللين مكبرين ضارعين إلى الله عز وجل , مؤكدا أن هذه الصورة التي تتكرر كل عام تتجلى من خلالها حقيقة هامة جدا وهي أن هذه الأمة مهما بلغ الكيد لها والمكر بها فإنها أمة خالدة بخلود رسالتها وكتابها، باقية ما بقي الليل والنهار.
وتحدث فضيلته عن متطلبات الحج المقبول الذي ليس له إلا جزاء الجنة وفي مقدمة ذلك التوحيد الخالص الذي ليس فيه شرك ولا رياء ولا سمعة، ليكون العبد في غاية الذل والخضوع لله عز وجل متبعاً هدي النبي صلى الله عليه وسلم، مشددا على أن من بر الحج احترام الأماكن والمشاعر المقدسة، فمن الفظاعة وشؤم الحال أن يستغل البعض هذه المناسبة العظيمة ويتدثروا بقدسيتها فيقدموا إلى بلاد الحرمين لتهريب السموم الفتاكة ونشر المعتقدات الفاسدة وترويج الأفكار المضللة ونهب الأموال قال تعالى : " ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ".
هذا وقد شهد المسجد النبوي والطرقات المؤدية إليه منذ الصباح الباكر توافد الحجاج وزوار مسجد نبيه صلى الله عليه وسلم راكبين وراجلين حيث امتلأ المسجد وأروقته وساحاته وسطحه بالمصلين الذين دعوا الله عز وجل أن يحفظ لهذه البلاد قادتها ومقدساتها وشعبها لما وفر لهم من خدمات متطورة وكبيرة أمنت للحاج والزائر الطمأنينة لأداء الصلوات والزيارات بكل راحة ويسر.
وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير المدينة المنورة رئيس لجنة الحج بالمنطقة هيأت مختلف الإدارات الحكومية والأهلية كافة استعداداتها لتوفير مختلف الخدمات ومرافقة ضيوف الرحمن وهم يغادرون إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في تنظيم يحقق السرعة والأمان والراحة بالتنسيق مع جميع الجهات العاملة وكذلك شرطة المنطقة بمختلف قطاعاتها الأمنية وفرع وزارة الحج والمؤسسة الأهلية للأدلاء الذين وفروا خططا ثابتة وخططا بديلة لراحة وفود ضيوف الرحمن طيلة مكوثهم في المدينة.
وقد تابعت "الرياض" مغادرة الحجيج مستبشرين فرحين بما منَّ الله عليهم رافعين أكف الضراعة للباري جل وعلا أن يحفظ لهذه البلاد قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين لما يوفرانه من الخدمات للحجاج والزوار.
هذا وستستقبل المدينة بانتهاء مناسك الحج الدفعة الثانية من الحجاج ليعلن رسميا عن بدء الموسم الثاني الذي سيستمر حتى نهاية الشهر ومطلع الشهر المحرم.
