عرض مشاركة واحدة
قديم 08-09-07, 04:19 PM   رقم المشاركة : 9
عاشق التميز
عضو ذهبي
الملف الشخصي






 
الحالة
عاشق التميز غير متواجد حالياً

 


 



الأطفال مرة أخرى خمسة أطفال غزيين قتلوا خلال ثمانية أيام. عدم الإحساس الشعبي إزاء مقتلهم- الثلاثة الآخرين مثلا ذكروا بخبر عابر في الصفحة 11 من" يديعوت احرنوت" الأمر الذي يعتبر مسألة تبعث على السقم بحد ذاتها- لا يمكنه أن يطمس حقيقة أن الجيش الإسرائيلي يشن حربا على الأطفال. قبل سنة كان خمسة قتلى عملية "أمطار الصيف" من الأطفال وفي الأسبوعين الآخرين أصبحت نسبتهم (الربع من بين 21 قتيلا.
إذا أصيب في سدروت أطفال ( لا سمح الله )* فسيكون علينا أن نتذكر هذه الحقيقة قبل أن تثور ثائرتنا ويندلع غضبنا .

الجيش الإسرائيلي يوضح بان الفلسطينيين اعتادوا على إرسال الأطفال لجمع قاذفات القسام ، ولكن حتى لو كان هذا الأمر صحيحا ،فالأطفال الذين قتلوا مؤخرا لم يجمعوا قاذفات الصواريخ .

القتيلين الأولين كانا يجمعان الخروب بينما كان الثلاثة الآخرون يلعبون لعبة "الزقطة" (واحد يمسك الآخر )، ولكن حتى إذا قبلنا ادعاء الجيش الإسرائيلي بوجود هذه الظاهرة (من دون وجود دليل على جزء كبير منها)المتمثلة بإرسال الأطفال لجمع قاذفات الصواريخ –فان هذا الوضع كان يجب أن يؤدي إلى الإيقاف الفوري لإطلاق النار على جامعي القاذفات .

إلا أن الجيش الإسرائيلي لا يكترث إذا كان ضحاياه من الأطفال أم لا بدليل انه يطلق النار على الشخصيات المشبوهة من وجهة نظره رغم علمه –حسب ادعائه هو –أنهم قد يكونون أطفالا . الجيش الإسرائيلي الذي يطلق النار على جامعي القاذفات هو إذا جيش يقتل الأطفال هذه ليست أحداثا (مستمرة مؤسفة كما يعرضون الأمر وإنما تبخيسا لحياة الأطفال ولامبالاة مقلقة بمصيرهم من قبل الجيش .

المجتمع الذي يكترث للاعتبارات الأخلاقية كان سيسأل نفسه على الأقل هل يسمح إطلاق النار على من يقترب من القاذفات حتى مع العلم انه قد يكون طفلا يفتقد للرشد ولذلك ليس خاضعا للعقاب –أم إننا نرخي اللجام عن كل العمليات الحربية التي نخوضها ؟ حتى إذا قبلنا ادعاءات الجيش بان وسائل الرؤية المتطورة لديه لا تسمح بالتمييز بين الطفل وابن العاشرة والبالغ ،فليس من الممكن رغم ذلك إعفاء الجيش من مسؤوليته عن هذه الفعلة الإجرامية النكراء .

وحتى لو افترضنا –افتراضا مشوها تماما –أن كل من يقترب من القاذفات محكوم عليه بالموت ،لكان على حقيقة أنهم أطفالا أن تدفعنا إلى تغيير القواعد والقوانين . عندما نضيف إلى ذلك حقيقة إن إطلاق النار على جامعي القاذفات لم يؤد إلى إيقاف صواريخ القسام ولا حتى إلى تقليصها ،يساورنا الشك المفزع بان الجيش يطلق النار وهو يعلم إن الأطفال قد يكونون هناك –حتى ينتقم ويعاقب .حياة أي طفل من سدر وت لم تصبح أكثر أمنا نتيجة لهذا القتل بل على العكس من ذلك .

من يتمعن بمصداقية ونية خالصة بتسلسل الأحداث في الأشهر الأخيرة سيكتشف أن لصواريخ القسام سياقها :هذه الصواريخ تطلق دائما تقريبا بعد عمليات الاغتيال التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي وهي كثيرة .مسألة من كان البادىء ليست مسألة صبيانية في هذا السياق ، الجيش الإسرائيلي عاد إلى عمليات الاغتيال بكل قوة وعنفوان ،ومن بعد ذلك جاء تصاعد إطلاق صواريخ القسام .هذه هي الحقيقة التي يخفونها عنا .

منذ أن دخل غابي اشكنا زي وأهود براك إلى منصبيهما تم إرخاء اللجام .لو كان براك ممثلا لليمين ربما بدأت تتصاعد من الشارع أصوات معارضة لعربدة الجيش الإسرائيلي في غزة ،ولكن من المسموح لبراك أن يفعل كل شيء ،وحتى كون الضحايا من الأطفال لا يغير من الأمر شيئا –لا بالنسبة له ولا بالنسبة للجمهور الإسرائيلي .

اجل أطفال غزة يتجمهرون حول صواريخ القسام هذه هي المسألة الموجودة في حياتهم .وهذا هو متنزه التسلية والألعاب الموجودة. من ينظر لأهاليهم بتعال مطالبا إياهم بأن "يحافظوا عليهم" لم يزر بيت حانون أي مرة في حياته. ليس هناك شيء باستثناء الأزقة القذرة والمنازل الفقيرة.

وحتى لو كان الادعاء بأن مطلقي صواريخ القسام يستغلون هؤلاء الأطفال البائسين الأمر الذي لم يبرهن عليه، كان من المحظور أن يبلور هذا الأمر صورتنا الأخلاقية. اجل من المسموح ضبط النفس والحذر. اجل ليس من الواجب الرد دائما.خصوصا عندما ينتهي هذا الأمر بقتل الأطفال.

وطريقة وقف إطلاق صواريخ القسام لا تتم من خلال القتل العشوائي من دون تمييز. لكل مطلق للصواريخ بديل يحل محله. افتتاح العام الدراسي عندما وعندهم يبشر بالسواء. من يرغب بالفعل في إيقاف صواريخ القسام عليه أن يتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحكومة الموجودة بغزة.

هذه هي الطريقة الوحيدة وهي ممكنه ومتاحة. التصفيات والضجيج وقتل الأطفال سيؤثران بالضبط بالاتجاه المعاكس. وفي غضون ذلك عليكم أن تروا ما يحدث لنا ولجيشنا.







التوقيع :
[align=center]