عرض مشاركة واحدة
قديم 28-04-11, 07:50 AM   رقم المشاركة : 1
محب الخير للغير
عضو ذهبي
الملف الشخصي






 
الحالة
محب الخير للغير غير متواجد حالياً

 


 

بربكم ألا يستحق هذا الرجل عبارات الحب والثناء ..!! فلماذا هي قليلة في حقه ..؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وبعد :

أحبتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ألحظ قلة المواضيع التي تتحدث عن الأب الغالي , بينما تنهال أدمع المبدعين أنهاراً من حبر العبارات

في حق الأم الحنون ,, نعم أنا لا أقلل من شأن الأم أو أنتقص من قدرها , فهي تستحق قاموساً من

عبارات المدح والثناء , ولن نوفيها حقها أبداً , لكن في المقابل تجدنا نتثاقل ونتكاسل في استدعاء

كلمات الحب والثناء في حق الوالد وتدوينها , ألا يستحق أن نعصر الأذهان ونجلس الساعات وننقي له

أجمل كلمات الحب و ندونها في حقه .!! صدقوني إن العبارات تستعصي عليكم و تكتشف بأنك عاجز عن

التعبير ,, هل تدري لماذا ..؟؟ لأنك ستدون هذه العبارات الجميلة بشخص لا يستطيع اللسان عن وصفه

أو أن تعطيه حقه , و والله لن يوفيه حقه إلا الله , فكم تعب وسهر , في سبيل توفير السعادة لفلذات

أكباده , يجوع لتشبع , ويتعب لترتاح , ويسهر لتنام , إذا فرح لك أوحزن فدموعه تخضب لحيته , لتنبئك

عن الكلام , ووالله ثم تاالله لن تعرف قدره إلا إذا فقدته , وودع هذه الحياة ...

في الخامس من رمضان قبل الماضي توفي والدي الغالي , وكان خبر وفاته كفيلاً بأن خارت قواي ,

ولم أستطع الوقوف على قدماي من هول الفاجعه , أسأل الله أن يمد بأعمار آبائكم على طاعته , و أن

يرحم والدي وموتانا وموتى المسلمين ...

فمن ما زال أباه على قيد الحياة تقرب إليه , و قبل رأسه و رجليه , وزد في برك له , و أجعله صديقك

المقرب و لا تلهيك الدنيا عنه , أدخل السرور إلى قلبه , لا تشكي له همومك و آلامك , لأن ما يسعدك

يسعده وما يحزنك يحزنه ....

أنظر إلى نبي الله نوح عليه السلام لما أوشك أبنه على الغرق , أخذ ينادي بقلب الأب الحنون , يا بني

أركب معنا , ألاحظتم ذلك ..!! غلب قلب الأب الرحيم على عقله وهو يستجدي ولده الهالك بعقوقه , يستجديه

كي لا يرى ثمرة فؤاده , وفلذت كبده يموت أمام ناظريه , رغم علمه بكفره ويقينه بعقوقه , ورغم أن

زوجته كانت من ضمن الهالكين , لكنه لم يذكرها , ولم يكن همه حينها إلا نجاة ثمرة فؤاده , يا الله

فلنتخيّل كيف كانت تقاسيم وجهٌ ذلك الأب وهو يرى فلذة كبده يموت أمام ناظره , ولم يكتفي الاب الرحيم

بذلك , بل أخذ يدعوا ويلح على الله ويقول : إن أبني من أهلي , متناسياً أن ولده مات كافراً بالله إلى أن

جاءه الإنذار من ربه والتنبيه قال تعالى : { قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عملٌ غير صالح ... الآية }

و أنظر إلى نبي الله إبراهيم عندما أمره ربه بقتل ولده إسماعيل عليهما السلام , فسلم أمره لربه ولم

يتردد بطاعته , وعندما شد فلذة كبده بالحبل حتى لا يتحرك عند ذبحه , بكى الأب الرحيم لرقةٍ غلبته فهو

لم يلم ذلك , إنها عاطفة الأبوة , و أنظر إلى رسولنا صلى الله عليه وسلم , عندما توفي أبنائه بكى

الرحمة المهداة صلوات ربي وسلامه عليه , لأنها عاطفة الأبوة , وفرح المشركون وقالوا : محمد أبتر

أي ليس له ولد يحمل اسمه وسينقطع ذكره , فأتاه العزاء من ربه , { إن شانئك هو الأبتر } , ..

وجاء غلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم , يشكوا ظلم أباه له بأنه يأخذ من ماله , فلما جاء ذلك الأب ,

قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : إنه يشكوا أنك تأخذ من ماله , فما كان جواب ذلك الأب إلا أن

إنهالت الدموع على لحيته , فقال عليه السلام : " أنت ومالك لأبيك " ...


فيا أحبتي لا ترهقوا آبائكم بالعصيان والعقوق , فوالله إن دمعةً واحدة تجري على لحيةَ شيبٍ منحسرة ,

كفيلة بشقائك في الدنيا و الآخرة ...

هذا وما كان فيه من خطأ أو نسيان فمن نفسي والشيطان , وما كان فيه من صواب فمن الله وحده ..

اللهم أغفر لأبائنا و أمهاتنا كما ربونا صغارى , اللهم من كان منهم حياً فأطل في عمره على طاعتك ,

ومن كان منهم ميتاً فأنزل على قبره شآبيب الرحمات , برحمتك يا أرحم الرحمين ...




[ وصلى الله على نبينا محمد ]



كتبه أخوكم : محب الخير للغير .







التوقيع :


رد مع اقتباس