[محمد الفيصل]

عندما نقرأ قوله تعالى : { وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }

ندرك تماما ً بأننا أمام أمر إلهي واجب الاتباع والتنفيذ , ومن فضل الله علينا أن جعلنا مسلمين وفينا من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر محققين بذلك غايتين عظيمتين سنجني ثمارهما بإذن الله بالدنيا والآخرة , فالغاية الأهم أننا نفذنا ماطُلب منا بأمر خالقنا متقربين له بذلك , والغاية الأخرى أننا بتنفيذ هذا الأمر سنضمن تطبيق نظام يدير المجتمع لا بالطريقة التي يريدها العقل البشري أيا كان مستوى عبقريته وإنما بما يريده خالق هذا العقل الذي يقول : { وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } , ومن نعم الله على هذا البلد أن مَنَّ عليه بقيادة تُحَكِّم شرع الله وتتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم لذلك وجد جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعمًا كبيرًا من ولاة الأمر وكان لوجود هذا الجهاز فضلًا كبيرًا بعد الله في إنقاذ الناس من براثن نزوات النفس والشيطان , وجهود الهيئة ظاهرة في المجتمع بإختلاف درجاتها من توجيه وإرشاد وتنبيه وتذكير إلى أن تصل للقبض والردع , إلا أنَّ الجهود الأهم والأبرز لهذا الجهاز تختفي خلف مبدأ " الستر " انطلاقًا من قاعدة عظيمة متمثلة بقوله صلى الله عليه وسلم : ( ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ) لذا استغل بعض المخدوعين بأفكارهم البشرية القاصرة عن فهم قوله تعالى : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ } مستدلين بهجومهم الشرس على هذا الجهاز بالأخطاء البشرية الفردية والتي لايكاد يخلو منها أي جهاز في هذا العالم بل أنَّ أقصى ماتوصلت له العبقرية البشرية من أجهزة متطورة عالية الدقة والإمكانيات لاتخلو أبدًا من الأخطاء , فكيف بعقل الإنسان الذي مهما وصل بعلمه وتفكيره فإنه معرض ٌ للخطأ وقد أخبرنا بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )

..
..
..
..
ختامًا قال الله تعالى : { كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ }


محمد الفيصل
المشرف العام على قنوات عاصمة الربيع