عرض مشاركة واحدة
قديم 16-04-13, 12:15 AM   رقم المشاركة : 22
جروح الذاكرة
كاتب
الملف الشخصي







 
الحالة
جروح الذاكرة غير متواجد حالياً

 


 

رد: " من روائع الشعر الفصيح "

ابو العلاء المعري

" رهين المحبسين "



أبو العلاء المعري هو أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري 363هـ- 449 هـ شاعر وفيلسوف وأديب عربي من العصر العباسي ، ولد وتوفي في معرة النعمان في الشمال السوري وإليها يُنسب . لُقب بـرهين المحبسين لإعتزاله الناس ولأنه أعمى .

من قصائدة :



[poem=font="Arial,5,black,normal,normal" bkcolor="white" bkimage="" border="none,4,darkblue" type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""] ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل =عفاف وإقدام وحزم ونائلُ

أعندي وقد مارست كل خفية =يصدق واش، أو يخيب سائلُ؟

أقل صدودي أنني لك مبغض = وأيسر هجري أنني عنك راحلُ

إذا هبت النكباء بيني وبينكم = فأهون شيء ما تقول العواذلُ

تعد ذنوبي عند قوم كثيرة = ولا ذنب لي إلا العلى والفضائلُ

كأني إذا طلت الزمان وأهله = رجعت وعندي للأنام طوائلُ

وقد سار ذكري في البلاد فمن لهم = بإخفاء شمس ضوؤها متكاملُ؟

وإني وإن كنت الأخير زمانه = لآت بما لم تستطعه الأوائلُ

وأغدو ولو أن الصباح صوارم = وأسري ولو أن الظلام جحافلُ

وأي جواد لم يحل لجامه = ونضو يمان أغفلته الصياقلُ

وإن كان في لبس الفتى شرف له = فما السيف إلا غمده والحمائلُ

ولي منطق لم يرض لي كنه منزلي= على أنني بين السماكين نازلُ

لدى موطن يشتاقه كل سيد = لقصر عن إدراكه المتناولُ

ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً = تجاهلت حتى قيل أني جاهلُ

فواعجباً! كم يدعي الفضل ناقص = ووا أسفا! كم يظهر النقص فاضلُ

وكيف تنام الطير في وكناتها = وقد نصبت للفرقدين الحبائلُ؟

ينافس يومي في أمسي تشرفاً = وتحسد أسحاري علي الأصائلُ

وطال اعترافي بالزمان وصرفه = فلست أبالي من تغول الغوائلُ

فلو بان عضدي ما تأسف منكبي = ولو مات زندي ما بكته الأناملُ

إذا وصف الطائي بالبخل مادر = وعير قُساً بالفهاهة باقلُ

وقال السهى للشمس: أنت خفية = وقال الدجى: يا صبح لونك حائلُ

وطاولت الأرض السماء سفاهة = وفاخرت الشهب الحصى والجنادلُ

فيا موت زر! إن الحياة ذميمة = ويا نفس جدي! إن دهرك هازلُ
[/poem]







التوقيع :
" وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى "

رد مع اقتباس