عرض مشاركة واحدة
قديم 21-09-10, 10:59 PM   رقم المشاركة : 8
أبوفيصل
قلم متميز
الملف الشخصي







 
الحالة
أبوفيصل غير متواجد حالياً

 


 

رد: روايه العيش في منطقة حدوديه

استعرت هذا الكتاب من صديق لي , ولا زال هذا الكتاب يتردد بيننا كزملاء , للأسف الكتاب لم أجده في حفر الباطن , ولكنني قرأت الرواية كاملة , وهي ليست رواية بالمعنى الأدبي للرواية , أستطيع أن أسميها "حكاية طويلة " , كانت لي إضاءات حولها على هذا الرابط :


http://www.hafralbatin.com/showthread.php?t=61753



اقتباس:
العيش في منطقة حدودية كما قرأتها :

العيش في منطقة حدودية للكاتب : ساير المسباح , والصادرة عن دار "كتابنا للنشر" في عام 2008 .

قرأت كما قرأتم تلك الرواية التي عنونها الكاتب بعنوان : العيش في منطقة حدودية , والتي يقصد فيها الكاتب العديد من الأمور الكائنة داخل المحيط الجغرافي لمحافظة حفر الباطن ..

في غلاف تلك الرواية صورة لطريق يتوسط منطقة صحراوية , على ميمنة الطريق وميسرته صورة لمجموعة من النوق , والتي تعبر عن الحياة البدوية التي كانت تطغى في محافظة حفر الباطن , ولا شك بأن " الطريق" يوحي لنا بأن هناك نوع من التواصل بين حياة الحضارة والبداوة تجسدت حياة البداوة في الشخصية الرئيسية الأولى "راشد المعدل" والشخصية الحضرية صالح الناصر ..
كما أن صور الجمال العابرة قد تشي لنا أحياناً بالتغيرات "الديموغرافية" التي طرأت على المنطقة قبل حرب الخليج وما بعدها ..

في مدخل الرواية ذكر لنا الكاتب قصة الطائرة اللبنانية التي سقطت في عام 1974 م بالقرب من القيصومة , وذكر لنا عمليات الإغاثة من قبل الأهالي كتكريس لنمط البدائية الذي كان يشوب سلوك حياة المستقرين في محافظة حفر الباطن وما حولها ..
ثم تحدث الكتاب عن جغرافية المنطقة واعتمادها على ما تهبه الطبيعة , كإسقاط لنمط البداوة الذي يهتم بالطبيعة وخيراتها وعلى المطر ورحمته .
ثم تحدث عن الخلفية التاريخية للمحافظة في معلومات عدة غابت على كل شخص ينتمي للمحافظة , ومن وجهة نظري أنها فرد عضلات من قبل الكاتب للتحدث عن اهتمامه بتاريخ المنطقة .
تحدث كذلك عن التكتلات القبلية في المنطقة وتعددها , فذكر أنها حوت مجموعة من القبائل , وذكر نسب هذه القبائل بين الأكثرية والأقلية , ودخول قبائل أخرى من الجنوب لانخراطها في السلك العسكري , وألمح إلى العنصرية في تناول القضايا بين القبائل وهي التي لم يفد سيل التعليم في التهامها وبقاء العنصرية في مكانها المعهود.
تحدث عن إطلالة حفر الباطن على حدود العراق والكويت , وكيف أثرت المنطقة الحدودية في تحديد نوع التجارة للبعض , كما بين معاناة البعض من مسألة ترسيم الحدود , وعدم تفهمهم لمصطلح دولة حديثة ..
تحدث أيضاً عن الصفات المشتركة التي تجمع بين الكويتيين وأهل حفر الباطن من حيث المظهر , ومن حيث الألفاظ , وسبل التجارة بينهما ..

جميع هذه الأمور التي تحدث عنها الكاتب توحي لدينا فوضوية هذه المدينة , وعدم وجود بيئة تحتية للانتماء لها نظراً لنشأتها مؤخراً بعد أن كانت ممراً للحجاج , ومكان لتجمع البدو من أجل سقيا مواشيهم ..
فظهرت لنا منطقة مشتتة , يغيب فيها الانتماء بكثرة , حيث يكون الانتماء فيها للقبيلة فقط , بعكس بعض المدن التي تشابه حفر الباطن في مسألة تعد القبائل والتركيبات , ولكن ظل الجميع منتمي للمدينة الأم , وغاب الانكفاء على القبيلة .
حقيقة كمدخل تاريخي واجتماعي واقتصادي وفق فيه الكاتب بشكل كبير , فالمتسائل عن ماهية حفر الباطن سيجد إجابة لتساؤلاته من خلال المدخل الذي تبناه الكاتب كمدخل للرواية ..
حقيقة اعتدنا في الروايات الأخيرة للكتّاب السعوديين استخدامهم لصيغة "الفلاش باك" وتوقعت أن ينحوا الكاتب هذا المنحى , لكن خذلني من خلال بداية الرواية والتي من وجهة نظري أنها ليست بذلك القدر من الإجادة , فنحنا تشبعنا من المقدمة , وعرفنا البيئة الاقتصادية لسكان حفر الباطن , وأنها تنتمي إلى طبقتين طبقة عادية وفقيرة , وطبقة غنية ..
فجاء السرد في بداية الرواية كوصف لمنزل يتكون من دور واحد يسكنه شخص وامرأته , إذاً كان كافياً لنا أن نعرف إلى أي طبقة ينتمون .
فلو كان السرد على صيغة الفلاش باك لكان أجدى , مثلاً : بأن يقص راشد المعدل قصته لأحد المساجين , بعد دخوله السجن , واسترجاع كافة تفاصيل القصة وإضافة شخصيات من داخل السجن وتضمين قصصهم في الرواية , بدلاً من السلسلة الطويلة بين راشد المعدل وناصر الصالح وابن أخيه , تسلل من خلالها عنصر السأم لعدم وجود شخصيات أخرى توازي هذه الشخصيات ..
تحدث الكاتب عن مرحلة التهريب إبان التسعينات الهجرية , وهي فترة تمنينا أن يتم إثرائنا من خلالها بإسقاط أفكار عن تلك الحقبة , كالأفكار التجارية الغير شرعية غير مسألة التهريب ..
أما قصص التهريب فإنني لن أتعرض لها والرواية كفيلة بسردها .
حقيقة أعجبني في القصة إرهاصات التغيير في حياة راشد المعدل وحتى لو كانت بالأمور الغير نظامية , فهو يوحي لنا بأن "راشد" هو "حفر الباطن" فحفر الباطن كانت هي الأخرى تحرص على نزع رداء البدائية ومحاولة التغيير ولعل الجيل الماضي يرى فرقاً بين حفر الباطن التسعينات الهجرية وبين ما يحدث الآن .
راشد الدّلال هو صبغة لكثير من الأعمال التي ينتهجها أهالي حفر الباطن كمصدر رزق لهم , إذ أن بوادر التغيير لراشد لم تحصل إلا بعد إلحاح من زوجته منيرة , وصديقه الذي تعرف عليه ناصر الصالح , وتلاقح الأفكار بينه وبين ناصر , والمقارنة التي حدثت بين منصور ابن أخ ناصر
بوادر التغيير لدى راشد لم تظهر إلا حينما قارن بين حياته وتشابهه مع عبد الله الماجد صديقه في بيع الأغنام وعدم رضاه بالواقع حينما ينظر إلى ناصر الصالح .
شخصية راشد ثائرة ترفض الجمود إلا أنها قلقة ومتوترة أحياناً وذلك لنهمه التغيير السريع في نمط حياته , ونصيحة ناصر بأن لا يغير حياته بتلك السرعة خشية تسلط الأنظار إليه ..
راشد المعدل نسيب الشيخ راجح القاطن في "لوقة " وهي دليل على الترابط الاجتماعي الكبير بين حفر الباطن والمناطق الشمالية منها ..
هناك إشارات فكرية من الكاتب يتم التقاطها :

تحدث عن الحركة الدينية في حفر الباطن ونظرة بعض العلماء لها , وحدد نوعية المحاضرات التي يلقيها العلماء بأنها تتحدث عن العقيدة والشرك والسحر , وكأن هناك من ينقل لهم شيئاً خاطئاً عن محافظة حفر الباطن .
هناك إشارة "وعظية" في قضية الحب وما ينتج عنها (حسب وجهة نظر الكاتب) كما قصة الفتاة التي ولدت ابنها على الحدود مع أحمد المروي عندما قصها لزوجته سعدى ,وقصة مقتل أم الفتاة ..
هناك إشارات من الكاتب تحمل وجهة النظر الخليجية تجاه الفلسطينيين والأردنيين واليمنيين وغيرهم .
أما عن مسألة الغزو فهي مباشرة صرفة لم نر فيها ما يعكس الرواية من خلال الصيغ الفنية , كان سرداً تاريخياً متواصلاً تمنيت لو تخللته العناصر الفنية التي تشتهر بها الرواية .
أشار إلى إغاثة أهل الحفر للكويتيين إبان حرب الخليج , وعرج بعد ذلك إلى إعانة السعوديين للكويتيين ..
أشار إلى نقطة رفض البعد ترك حفر الباطن بعد مسألة الإخلاء ورفض البعض الموت بعيداً عنها , في ظل هروب كبير لسكان المحافظة ..
تحدث عن الفروق في العادات بين الكويتيين والسعوديين من جهة , من ناحية العلم الشرعي , وبين السعوديين وقوات التحالف من جهة أخرى وذلك بنشوء "حراج الخبول" .

حقيقة الرواية جيدة نوعاً ما , وأفكارها الأساسية لا غبار على جمالها , لكن وجهة نظري في بناء تلكم الرواية , فمن تكرار للمقدمة , وسرد طويل ممل لقصة ثلاثي الحدود , إلى قصة الماجد ومروي , بعدها حصلت فجوة حرب الخليج وهذه تحسب للكاتب إذ أتت فجائية كما أتتنا حرب الخليج ..

عنصر النهاية من وجهة نظري أنه سيء جداً فموت راشد لا أعلم ماذا يقصد به ؟؟
وإن كنت أرجح أن موت راشد يقصد به موت "عصابات التهريب" والتجارة غير النظامية , أم موت التغير الذي يجب أن ينشده كل رجل بدوي ..حقيقة لم أجد لها سوى هذه التفسيرات ..
ألمح الكاتب إلى عنصر الوفاء المتواجد بكثرة لدى الرجل البدوي راشد المعدل حيث لم ينس من هاجر إلى ألمانيا وهو الذي كان سبباً في تغير حياته للأفضل..

تمنيت من الكاتب لو أنه ذكر لنا أماكن تاريخية في المحافظة , حيث تنقله إلى سوق الغنم يجب أن يكون ماراً بالعديد من الأماكن والحارات القديمة ..

ربما بقاء راشد في مهنة حراسة المدرسة , كدليل على التخوف من المجهول , و"عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة".

أنا أنصح الجميع باقتنائها , هناك لمحات تاريخية جميلة لمن يحب البحث في تاريخ المحافظة , وأرجوا من الكاتب تقبل وجهة نظري ..
وتكفي أن روايته ألقت الحجر في بحيرة الثقافة الراكدة ..بحفر الباطن ..



تحاياي..








التوقيع :
حسابي بتويتر : saadalshehy@

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض)

رد مع اقتباس