المبدع الراحل
لقد رحلت بي بعيداً ، بعيداً هناك ، حيث كنت واقفاً أنتظر لوعة طالما خشيتها
ولكنني كنت اخشاها ..
بي مثل مابك يا هاذي ، ولكنني مللت الهذيان بلسان حالي ...
فركبت طبقات أمواج اليم ، حتى تلاشى الهم ..بعد أن نشف الدم
أنت تهذي ، وأنا أهذي .. ولكن هل من جعلنا كذلك ، لايزال هاذياً مثلنا ؟
آسف ياصديقي ، على هذا السؤال الأحمق ، إذ كيف أقول لايزال، وهو الذي ماجرب الهذيان يوماً.؟!
دعه وشأنه ، ولنعد لمجلسنا فوق الأمواج ، ونوزن أورتارنا على نفس المقام ..
أي مقام ؟ إنه مقام الهذيان ، فما نزال (نخربط) ، وسامح الله من كان لما أصابنا سببا ..
نعم ، لابد أن نسامح ، فهذه سجية العشاق ، إذا يأسوا من العناق.
وسلم على من يشاركنا أطراف (الزولية)، ألا تعرفه ؟ حسناً : إنه الشاعر الذي قال :
الحب أول مايكون لجاجة ً ... فإذا تحكـم صار شغلاً شاغلا
ولنبدأ بالعزف على مقام الصبا ، وايقاعه الواضح الغامض ..حتى يحتج السامعون
منظر الدمع..
لا تأبه لهم ، ودعم يعمهون في الغي .. وسكرات النوى ، وحسرات الجوى...
نسيت أن أخبرك بوجود هاذ ٍ آخر ، ولكنه من شعراء النبط ـ لتنويع الجلسة ـ فاسمع :
لمن ترفع الشكوى ، لمن تبدي النوى ؟ ..... لمـن تفـشي الأسرار ، بين الخـلايـقـي ؟؟
عرفت (الهوى) جاهل ، وعذبني (الهوى)...وعشت (الهوى) حسرة بنار المفارقي
كرهت (الهوى) ماشفت لاهل(الهوى) دوا... بكوا واشتكوا ، في غربها والمشارقي
هل قرأت تلك المقوسة المكررة ، المقززة المحرقة ..؟
إقرأها على النوتة ، واعزفها منفرداً ، فأنت محب .. وهي (لازمة) اللحن.!!
ياراحل ..
قرأت شكواك .. ولكن بطريقة لم تصل إلى إمكانية الوصول الى ما يخمد نار اشواقك
فمرة ً أقرأها لأربط الجمل
ومرة أخرى لأدقق في اللغة
وثالثة لأقف ، ثم أصعد مسرعاً ..
حيث الزفرة التي مررت بها في طريق الإنحدار وسكة الإنصهار ..
زفرة كانت تصيح : هل رأيت مايفعله الراحل ؟
لقد أصبت الحروف في مقتل .. وأذهلت صاحبك بشرح طريقة نزوح القلم إلى ماوراء البحار
وهنا يجف الحبر ، ويعتذر عما بدر ...
وقبل أن أنسى :
قرأت إسم عمر بن أبي ربيعة ... في ردك على مشاركتي السابقة ... فأعجبتني
خاصية التذوق الادبي الرفيع التي تمتلكها ...
تذكرت له شعراً ، أحمله لك مع أريج نسمات الصباح ... ولم أذكر شيئاً ..
سوى بيتين :
قالت الكبرى : أتعرفن الفتى ... قالت الصغرى : نعم هذا عمر
قالت الوسطى : وقد تيمتها .. قد عرفناه .. وهل يخفى القمر ؟
وتقبل تحياتي