عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-12, 07:26 AM   رقم المشاركة : 4
الملف الشخصي






 
الحالة
عايد الخالدي غير متواجد حالياً

 


 

رد: الشذوذ الجنسي ,,, مشكله خطيره تتطلب وقفه & دعوة للنقاش

سؤال وجواب عبر موقع إسلام ويب عن الشذوذ الجنسي
ما هو الشذوذ الجنسي؟ أرجو التفصيل.
وجزاكم الله خيرا ....


بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فأما عن سؤالك عن تعريف الشذوذ الجنسي فهو:
السلوك المنحرف من ناحية الشهوة الجنسية، وهذا التعريف يشمل جميع الشذوذ الجنسي، فكلمة سلوك تشمل السلوك النفسي والسلوك الظاهري، فالسلوك النفسي هو الشهوة التي تكون في داخل النفس والميول إلى ذلك، وأما السلوك الظاهري فهو القيام بارتكاب هذه الفاحشة فعليًّا.

ومعنى كلمة المنحرف: أي الذي خرج عن الحد الفطري السليم، فهو منحرف، ولذلك يسمى شاذًا ومنحرفًا وبعض المصطلحات الحديثة تسميها بالمثلية الجنسية، وهذا الاسم الأخير يراد به تلطيف هذه الفاحشة ومراعاة خاطر من يرتكبها، وهذا بحسب الأنظمة مثل بلاد النصارى والمشركين والتي تبيح مثل هذه الأعمال – والعياذ بالله تعالى – .

وكل هذه التسميات ليست هي الاصطلاح الشرعي، فأما الاصطلاح الشرعي فاسم هذا النوع يسمى بـ "فاحشة عمل قوم لوط"، فهو من جملة الفواحش والرذائل التي حرمها الله جل وعلا، وهذه هي التسمية السليمة وهي أن تسمى بالفاحشة، وذلك لأن الاسم لابد أن يؤدي الغرض من التسمية، فمعنى كونها فاحشة: أي ذنبًا متناهيًا في الذنب والبشاعة والقذارة، وهذا خير ما يتمسك به المؤمن وهو أن يحرص على الاصطلاحات الشرعية، ومع هذا فإن هذا المصطلح شائع بين الناس خاصة في الأوساط الطبية.

والشذوذ الجنسي يقع – والعياذ بالله تعالى – في الرجال والنساء، فقد يميل الذكر إلى الذكر وقد تميل الأنثى إلى الأنثى، وخلاصة الحاصل في هذا الشأن هو أن يشتهي الرجل الأمور الجنسية مع الرجل مثله، سواء كان فاعلاً أو مفعولاً به، وكذلك المرأة أن تشتهي القيام بالممارسات الجنسية بقضاء الشهوة عن طريق أنثى مثلها، وهذا كله من أعظم المحرمات التي حرمها الله جل وعلا بل وحكم جل وعلا عليهم بأنهم قوم سوء وبأنهم فسَّاق وبأنهم يعملون الخبائث كما قال تعالى: {الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ} وعذبهم عذابًا لم يعذبه أحدًا من العالمين: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ}. وقوله جل وعلا: { وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} أي أن من فعل فعلتهم فليس ببعيد أن يقع له ما وقع لهم، فوصفهم جل وعلا بالظلم وعاقبهم عقوبة لم يعاقبها أحدًا من العالمين ولذلك قال تعالى في آيات أخرى: {وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنَا فَتَمَارَوْا بِالنُّذُرِ * وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ * وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرٌّ * فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ}.

فلا التفات إلى أي تصنيف يخالف هذا الدين القويم الذي بعث الله تعالى به محمدًا - صلوات الله وسلامه عليه – وقد خرج أبو داود في السنن عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه قال: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به) أخرجه أبو داود في السنن.

والشذوذ الجنسي تارة يكون مع الممارسات المحرمة وتارة يكون شعورًا في النفس فقط، وهذا بحسب الإنسان الذي يقع له ذلك، فإذا استجاب الإنسان لدافع الشر ودافع الفاحشة فإنه يرتكب هذه المحرمات - والعياذ بالله عز وجل – مع بني جنسه، وإذا كان لديه شيء من الدين الذي يحجبه عن هذه المحرمات فإنه ينكف عن ذلك. وهذا الأمر له أسبابه التي تتلخص بوجود مرض في النفس يؤدي إلى اشتهاء هذا النوع من العلاقات المحرمة، وقد نصَّ الله جل وعلا في كتابه العزيز هذا المعنى فقال: { فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} أي مرض الشهوة المحرمة، بل أخبر جل وعلا أن بعض هؤلاء قد يصل بهم الحال إلى حالة مغلقة شديدة حتى يصبح كالسكارى من شدة الشهوة المحرمة للفاحشة كما قال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتهم يَعْمَهُونَ} أي يتخبطون في سكرة العشق المحرم من الذكور إلى الذكور.

وهذه الفاحشة – والعياذ بالله تعالى – متى ما وقعت للإنسان ودخل فيها فإنها تفسد عليه دينه ودنياه وتفسد عليه مشاعره الإنسانية، فيتحول من ذكر يشتهي النساء إلى ذكر يشتهي الرجال، تارة يكون فاعلاً وتارة يكون مفعولاً به بحسب ما يعرض من ذلك، ولذلك عدَّ هذا الأمر من الأمراض النفسية التي لها علاجها والتي تبحث في أسباب وجودها كما بُسط هذا في غير هذا الجواب. وليس معنى كونها مرضًا نفسيًّا أنها تُسقط الحدَّ أو أنها لا يترتب عليها الإثم والعقوبة الشرعية، ولكن المعنى أنه ما حمله عليها إلا وجود مرض في نفسه باشتهاء المحل الذي لا تشتهيه أخس الحيوانات - كما لا يخفى على نظرك الكريم – فإن الحيوان البهيم لا يقع منه هذا الفعل في حق الذكر مثله، فلا تجد حيوانًا ذكرًا يقع على ذكر مثله ولا أنثى تقع على أنثى مثلها، فهذا لا تجده في البهائم ومع هذا فيرتكبه بنو آدم، ولذلك كانت عقوبته من أشد العقوبات الشرعية في الدنيا وفي الآخرة.

ونسأل الله عز وجل أن يعافيكم من البلاء والفتن وأن يحفظكم من كل سوء، ونوصيكم وصية خاصة بما أوصى به النبي - صلى الله عليه وسلم – بقوله: (يا معشر الشباب من استطاع من الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) متفق عليه.

ونوصيكم بتقوى الله جل وعلا في السر والعلن: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}.
وبالله التوفيق.






رد مع اقتباس