انتزع الاتفاق بطاقة العبور إلى نهائي بطولة الأندية الخليجية أبطال الدوري والكأس للمرة الثانية على التوالي، بعدما نجح أمس في تخطي عقبة مضيفه الهلال 1/صفر سجله إبراهيم المغنم في إياب الدور نصف النهائي بعدما كان الفريقان قد تعادلا ذهاباً في الدمام 1/1.
وسيواجه الاتفاق نظيره الجزيرة الإماراتي في النهائي يوم 24 ديسمبر المقبل في الدمام و31 منه في أبو ظبي.
وجاءت المباراة دون المتوسط في مستواها الفني في شوطها الأول، قبل أن يرتفع إيقاعها في الثاني، حيث تبادل الفريقان الهجمات وشكل كل منهما خطراً جدياً على مرمى الآخر.
فرضت معطيات المباراة ظروفها على مدربي الفريقين الهلالي كوزمين والاتفاقي أنطونيو أوليفيرا، ولذا سعى كل منهما لإيجاد تشكيل ملائم للتعامل معها، فلعب الهلال بتوزيع رباعي في الدفاع ضم مارسيلو تفاريس وفهد المفرج وعبدالله الزوري ومحمد نامي، وسعى لتكثيف الوسط بالخماسي خالد عزيز ونواف التمياط وعبدالعزيز الخثران وسعد الذياب وعبدالعزيز الكلثم، وتواجد محمد العنبر في المقدمة وحيداً، وهو ما كشف عن توقعه هجوماً اتفاقياً مكثفاً، وعن قناعته بأن التعادل السلبي كفيل ببلوغه النهائي.
أما الاتفاق فلعب بتوازن عكسه توزيعه العناصري الرباعي لخط الدفاع راشد الرهيب وسياف البيشي وسعد العبود ومشعل السعيد، ومثله وسطاً بوجود علي الشهري وجمعان الجمعان وحسين النجعي وفيصل الغامدي وفي الهجوم الغاني برنس تاجو والدولي صالح بشير.
واستأثر الهلال بالكرة، وسيطر عليها أكثر من الاتفاق الذي بدا عليه التحفظ والبطء، قابلته سرعة هلالية واضحة للمباغتة بهدف يعمق الفارق.
وسنحت كرتان للعنبر وللمفرج لم تسفرا عن شيء، فيما استراح الحارس الهلالي حسن العتيبي الذي عوض الغائب محمد الدعيع أكثر من 16 دقيقة دون أي كرة محرجة.
ومرر التمياط كرة للكلثم أمام حارس الاتفاق فيصل الخالدي الذي واجه اللاعب وضيق عليه الزاوية وتصدى لأول فرصة متاحة للهلال د 20.
وانتظر الاتفاقيون حتى الدقيقة 28 ليشكلوا أول خطر على مرمى العتيبي عبر ركنية لم تثمر، وتكررت فرصة أخرى للاتفاق من كرة ثابتة مباشرة قرب منطقة الجزاء اصطدمت بحائط الصد.
وتصاعدت وتيرة الأداء الاتفاقي، ليتقاسم الفريقان دقائق الشوط المتواضع، المتسم ببطء الأداء، وكثرة التسديدات العشوائية دون تركيز على المرمى، كما غاب صناع اللعب الذين يستطيعون تسيير دفة الأداء الهجومي وتنظيم الألعاب المؤثرة والحاسمة.
وباختصار ظهر الشوط أقل من المتوسط، مع ملامح رغبة أدائية وحركية من الهلال ارتهنت لأقدام ضعيفة ورؤوس غير دقيقة وغير فعالة مع الكرات القليلة جداً التي سنحت للعنبر والكلثم، فيما غاب الاتفاقي بشير وزميله تاجو الذي وقع تحت تأثير رقابة البرازيلي تفاريس.
وبدأ الاتفاق الشوط الثاني دون أن يقدم جدية أوضح لحسم الأمور، ولذلك أجرى مدربه تغييراً مبكراً بإقحام إبراهيم المغنم بديلاً للنجعي لتعزيز الهجوم على المرمى الهلالي من الأطراف بعدما تركزت ألعابه على العمق الهلالي طيلة أكثر من 45 دقيقة.
وحاول الهلال مجاراة الاتفاق من كرة نامي، لكن الكلثم كرر إهداره لكرة سهلة.
واختلفت مجريات هذا الشوط، وبدت مهام الوسط تتضح سعياً منهما للاستئثار بالهيمنة، فكثرت الأخطاء، وظهرت بطاقات الحكم الذي منح المدافع الأيسر مشعل السعيد بطاقة صفراء بتدخله بعنف على الكلثم ( د. 52 ).
وكان بإمكان العنبر استثمار فرصة من خطأ دفاعي غير أن الغياب الطويل له عن لعب اللقاءات القوية أفقده إمكانية ترجيح كفة فريقه.
وجاءت لحظة التفوق الاتفاقي وسط خطأ هلالي دفاعي فادح، حيث توقف المدافعون عن الحركة مع سير الكرة التي مررت طويلة داخل الجزاء تابعها إبراهيم المغنم من فوق العتيبي هدفاً وحيداً د. 61 لم يتردد الحكم في احتسابها على الرغم من محاولات الاعتراض من بعض لاعبي الهلال لكون زميلهم فهد المفرج كان ملقى على أرض الملعب مصاباً داخل منطقة الجزاء !!
ويحلو مجرى المباراة، وكاد بشير يعمق الفارق بلمسة من قدمه اليمنى وسط استغراب المتابعين لتضيع كرة هدف مؤكد للاتفاق د. 67.
وأنعش دخول الدولي محمد الشلهوب ألعاب فريقه وشكلت خطورة واضحة على مرمى فيصل الخالدي من واقع خبرته الميدانية وسلامة ألعابه الهجومية، ووضحت طريقة المدربين أكثر فاعلية بتلك الجمل الفنية والألعاب الثنائية والتنويع الأدائي، وكادت لعبة رأسية من الزوري المرتقي لعرضية نامي لكن براعة الخالدي حالت دونها والشباك د. 74.
وفي آخر عشر دقائق رمى المدربان بكل أوراقهما وراء التعديل الهلالي أو التعزيز الاتفاقي لكن المحصلة كانت في مصلحة الاتفاق