عرض مشاركة واحدة
قديم 09-12-11, 06:18 PM   رقم المشاركة : 2
أبوفيصل
قلم متميز
الملف الشخصي







 
الحالة
أبوفيصل غير متواجد حالياً

 


 

رد: الأمراض الفتاكة التي تنتقل لآكلي الميتة (الفطايس )

تنفذ الجراثيم إلى الميتة من الأمعاء و الجلد و الفتحات الطبيعية ، لكن الأمعاء هي المنفذ الأكثر أهمية لأنها مفعمة بالجراثيم ، لكنها أثناء الحياة تكون عرضة للبلعمة و لفعل الخمائر التي تحلها . أما بعد موت الحيوان فإنها تنمو و تحل خمائرها الأنسجة و تدخل جدر المعي و منها تنفذ إلى الأوعية الدموية و اللمفاوية .....

أما الفم و الأنف و العينين و الشرج فتصل إليها الجراثيم عن طريق الهواء أو الحشرات و التي يمكن أن تضع بويضاتها عليها . أما الجلد فلا تدخل الجراثيم عبره إلا إذا كان متهتكاً كما في المتردية و النطيحة و ما شابهها . و إن احتباس دم الميتة ، كما ينقص من طيب اللحم و يفسد مذاقه ، فإنه يساعد على انتشار الجراثيم و تكاثرها فيه .

و كلما طالت المدة بعد هلاك الحيوان كان التعرض للضرر أشد عند أكل الميتة ، لأن تبدل لحمها و فساده يكون أعظم . إذ أنه بعد 3 - 4 ساعات من الموت يحدث ما يسمى بالصمل الجيفي _ التيبس الرمي _ حيث تتصلب العضلات لتكون أحماض فيها كحمض الفسفور و اللبن و الفورميك ، ثم تعود القلوية للعضلات فيزول التيبس و ذلك بتأثير التعفنات الناتجة عن التكاثر الجرثومي العفني التي تغزو الجثة بكاملها .

هذا و ينشأ عن تفسخ و تحلل جثمان الميتة مركبات سامة ذات روائح كريهة ، كما أن الغازات الناتجة عن التفسخ تؤدي إلى انتفاخ الجثة خلال بضع ساعات ، و هي أسرع في الحيوانات آكلة العشب من إبل و ضأن و بقر و غيرها ، كما تعطي بعض الجراثيم أثناء تكاثرها مواد ملونة تعطي اللحم منظراً غير طبيعي و لوناً يميل إلى الخضرة أو السواد ، و قوامه ألين من اللحم العادي ، كما أن مذاقه يصبح مثيراً للقرف .



الميتة بمرض :

قد تصاب البهائم بمرض جرثومي يمنع تناول لحمها ، ولو كانت مذكاة ، فتحرم لخبثها و أذاها ، كما يقول الدكتور محمود ناظم النسيمي . و تكون الحرمة أشد فيما لو مات الحيوان بذاك المرض لانتشار الجراثيم في جثته عن طريق الدم المحتبس و تكاثرها بشدة و زيادة السمية و أهم هذه الأمراض :

1. الرعام : و أكثر ما يصيب الخيل و قد ينتقل للإنسان مسبباً ظهور تقرحات جلدية و بؤر التهابية في الرئة و تقرحات في المناخير و الرغامى و يجب إتلاف اللحم من حيوان ميت بهذا المرض خشية تلوثه بجراثيم هذا المرض المهلك .

2. السل : كثير التصادف في البقر ثم الدواجن من الطيور ، و قليل في الضأن و توصي كتب الطب بإحراق جثة الحيوان المصاب بالسل الرئوي و سل الباريتوان ، و كذا إذا وجدت الجرثومة في عضلات الحيوان أو عقده اللمفاوية .

3. الجمرة الخبيثة : الحيوان الذي يصاب بالجمرة يجب أن لا يمس ، و أن يحرق و يدفن حتى لا تنتشر جراثيمه ، و تنتقل العدوى إلى الحيوانات و إلى البشر . و اللحم المصاب يحمل صفات اللحم النزفي حيث تشاهد بقع فرفرية أو زرقاء .

4. الانتان بالسلمونيات : صحيح أن هذه الجراثيم تموت بحرارة الطبخ لكن ذيفاناتها لا تتلفه الحرارة ، مما يجعل أكل اللحم المصاب مؤدياً إلى تسمم آكله . و السلمونيات تتكاثر بسرعة في أمعاء الآكل مسببة له انسماماً حاداً على شكل تخمة حادة ، أو بشكل هيضي أو تيفي .

5. داء الكلب : الحيوان الذي يموت بداء الكلب يجب أن يحرق رغم أن أكل لحمه لا يؤدي إلى العدوى ، لكن الجراثيم المختلطة بأشلائه يمكن بتماسها مع أي خدش أو جرح في يد الجزار أو الطاهي أن تنتقل مؤدية للعدوى .

هذا و لا يمكن معرفة سبب موت الحيوان _ حتف أنفه _ إلا بعد تشريح جثته ، و تحليلها ، إلا أنه يكفي _ و قد مات الحيوان لهرم أو مرض و فيه دماؤه _ محتضنة لجراثيم المرض الذي سبب موته _ و معها ذيفاناتها و سمومها التي تمتلئ الجثة بها _ أن تصبح الميتة من الحيوان خطرة على آكلها ، لذا عدها الله سبحانه و تعالى من أولى المحرمات من المطعومات .



الميتة هرماً :

كلما كبر سن الحيوان تصلبت عضلاته و تليفت و أصبحت عسرة الهضم ، علاوة على احتباس الدم في الجثة الميتة مما يجعل لحمها أسرع تفسخاً .

كما أنه لا يمكن مطلقاً من غير إجراء تحليل لجثة الميتة من التأكد من أن سبب الموت محصور بالهرم دون أن يضاف إليه إصابة الحيوان بمرض جرثومي أو انسمامي .



الميتة اختناقاً :

الاختناق انعصار الحلق بما يسد مسالك الهواء . و من علاماته احتقان الملتحمة في عين الدابة ، و وجود نزوف تحتها و جحوظ العينين و زرقة الشفتين , وجود احتقان رئوي و زبد رغوي فيها ،, كذا احتقان معظم الأحشاء .

و يؤكد علم الصحة عدم صلاحية المنخنقة للأكل لفساد لحمها و تغير شكله إذ يصبح لونه أحمر قاتماً ، , يرى مسوداً عند قطعه ، لزج الملمس ، و ذو رائحة كريهة ، و الاختناق يسرع في تعفن الجثة .



الميتة دهساً أو رضاً :

و هي أنواع أشار إليها القرآن الكريم بقوله :

{ و الموقوذة و المتردية و النطيحة } [ سورة المائدة : الآية 3 ] .

أما ما أكل السبع ، فقد يميتها رضاً أو خنقاً ، و كلها ينحبس الدم في جثتها ، علاوة على أن الرضوض تجعل الدم ينتشر تحت الجلد و داخل اللحم و الأنسجة المرضوضة ، لذا يسود لون اللحم و يصبح لزجاً كريه الرائحة غير صالح للأكل . و يزيد الطين بلة انتشار الجراثيم من خلال السحجات و الأنسجة المتهتكة ، فتنتشر بسرعة خلال اللحم المرضوض ، و تتكاثر فيه بسرعة و تعجل تحلله و فساده .

و يرى الدكتور محمود ناظم النسيمي أنّ من أسباب تحريم الموقوذة ، أن تكون عقوبة للفاعل الذي يقسو على الحيوان فيميته ضرباً ، فحرم أكل لحمه لتأديبه و لتنبيه المجتمع إلى إنكار فعله .







التوقيع :
حسابي بتويتر : saadalshehy@

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض)

رد مع اقتباس